مسائل في فتح ألف "أن" وكسرها:
تقول: قد علمت أنك إذا فعلت ذاك أنك سوف تغبط, ويجوز أن تكسر, تريد معنى الفاء وتقول: أحقا أنك ذاهب والحق أنك ذاهب, وأكبر١ ظنك أنك ذاهب, وأجهد رأيك أنك ذاهب, وكذلك هما إذا كانا خبرًا غير استفهام, حملوه على: أفي حق أنك ذاهب, قال العبدي٢ / ٣١٠:
أَحَقًَّا أن جِيرَتَنا استَقَلُّوا ... فنِيَّتُنا ونِيَّتُهُم فَرِيقٌ٣
قال: فريق ولم يقل فريقان, كما يقال للجماعة: هم صديق. وقال تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} ٤ ولم يقل: قعيدان, والرفع في
١ في الكتاب ١/ ٤٦٨: وكذلك: أأكبر ظنك.
٢ انظر: الكتاب ١/ ٤٦٨.
٣ من شواهد سيبويه ١/ ٤٦٨، على أن "حقا" منصوب على الظرفية ولذا تفتح بعدها همزة "إن".
ويروى: ألم تر أن جيرتنا.. ولا شاهد فيه حينئذ. والمعنى: أحقا أنهم ارتحلوا، فإن وجهتنا ووجهتهم مفترقان. ومعنى استقلوا: نهضوا مرتفعين مرتحلين، والنية: الجهة التي ينوونها، والفريق: يقع للواحد والمذكر وغيره: كصديق، والبيت نسبه المصنف للعبدي، وقد نسب إلى المفضل السكري من عبد القيس واسمه عياض بن معشر بن سمي.
وانظر: المغني ١/ ٥٦، تحقيق د. مازن المبارك، والهمع ٢/ ٧١، والتصريح ١/ ٢٢١، والأشموني ١/ ٤٨٤، وابن سلام/ ٢٣٣، والدرر اللوامع ٢/ ٨٧، والعيني ٢/ ٢٣٥، ونسبه إلى رجل من عبد القيس.
٤ سورة ق: ١٧.