قولك: الخَبءُ حكمهُ حكم الفرع في الإِسكان, وروم الحركة والإِشمام, فتقول: هو الخَبْء, ساكن, والخَبء بروم الحركة, والخَبَءْ تشم, وناس من العرب كثير يلقون على الساكن الذي قبل الهمزة الحركة١، ومنهم تميم وأسد، يقولون٢: "هو الوثُوء" فيضمون الثاء بالضمة التي كانت في الهمزة في الوصل وفي الوثيء ورأيت الوثأ٣ وهو البطء, ومن البطيء, ورأيت البطأ, وهو الردؤ, وتقديرها: الردعُ ومن الرديء ورأيتُ الردأ٤، وناس من بني٥ تميم يقولون: هو الردِيء كرهوا الضمة بعد الكسرة٦، وقالوا: رأيتُ الردِيء سووا بين الرفع والنصب, وقالوا: من البُطء؛ لأنه ليس في الكلام "فُعِلٌ" ومن العرب من يقول: هو الوَثُو، فيجعلها واوًا٧ من الوثُيْ ورأيتُ الوثَاءَ ومنهم من يسكن الثاء في الرفع والجر ويفتحها في النصب, وإذا كان ما قبل الهمزة متحركًا لزم الهمزة ما يلزم النَّطع من الإِشمام والسكون وروم الحركة٨، وكذلك يلزمها هذه الأشياء إذا حركت الساكن قبلها، وذلك قولك: هو الخَطأ، والخَطأ تشم والخَطأ ترومُ، قال سيبويه: ولم نسمعهم ضاعفوا؛ لأنهم لا يضاعفون الهمزة في آخر الكلمة, ومن العرب من يقول: هو الكَلَو حرصًا على البيان, ويقول: من الكَلَى ورأيت الكلاء٩, وهذا وقف الذين يحققون الهمزة فأما الذين لا يحققون الهمزة من أهل الحجاز فيقولون: الكَلاَ, وأكمُو, وأهنى١٠، يبدل من الهمزة حرفًا من
١ يعني حركة الهمزة.
٢ في "ب" فيقولون.
٣ الوثوء، والوثيء: البطء، انظر الكتاب ٢/ ٢٨٦.
٤ الردأ يعني به: الصاحب.
٥ بني، ساقط من "ب".
٦ لأنه ليس في الكلام "فعل" فتنكبوا هذا اللفظ؛ لاستنكار هذا في كلامهم.
٧ حرصًا على البيان، ويقول: من الوثي فيجعلها ياء، انظر الكتاب ٢/ ٢٨٦.
٨ انظر الكتاب ٢/ ٢٨٦.
٩ انظر الكتاب ٢/ ٢٨٦.
١٠ تقديرها: أهنع.