إن كان لا يرجوك إلا محسن ... فمن الذي يدعو ويرجو المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرّعا فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا التقى ... وجميل ظني ثم إني مسلم
أنشدنا الأخفش قال أنشدنا ثعلب أنشدنا الرياشي قال أنشدنا المؤرج لنفسه: الطويل
وفارَقْتُ حتى لا أبالي من النوى ... وإذ بانَ جيرانٌ علي كِرامُ
فقد جَعِلْتْ نفسي على النَّأيِ تَنْطَوِى ... وعَيني على فَقْدِ الحَبيبِ تَنامُ
اخبرنا ابن دريد قال اخبرنا أبو حاتم السجستاني قال اخبرنا أبو عبيدة معمر المثنى قال: لما مات همام بن عامر البكري قال اخوته لابنيه ربيعة وكريب أيكما يأخذ سلاحه وجعبته وفرسه وقناته على أن يقضي حق همام في قومه، وأيكما يأخذ إبله على أن يقضي حق الضيف؟ فقال ربيعه أنا آخذ مكرمة أبي فأخذ جعبته وسلاحه وفرسه وقناته على أن يقضي حق قومه فيما ينوبهم. وأخذ كريب الإبل. فقيل لربيعة غبنك كريب بأخذ المال، وقيل لكريب غبنك ربيعة بأخذه مكرمة أبيه فأنشأ كريب يقول: الطويل
لعمرك ما أخذت المال إلا ... لا بذله وذاك له سبيل
أثمّره وأعلم أن فيه ... حقوقا تركها عار طويل
وخير المهال ما أعطيت منه ... وشر المال ما أبقى البخيل
ولست بقائل أبدا لشيء ... نعمم إلا وفيت بما أقول
فمهما يرج عند فتى أناس ... فإني للتي يرجى مخيل
وقد علمت عكابة بعد إني ... إذا ما نابها خطب جليل
بأن أخي إذا ما هاج هيج ... سنان الرمح والسيف الصقيل
واجرد كالهراوة مشمخر ... شديد الأسر حق له الثميل
فيحمدني المضاف إذا دعاني ... خلال النقع والمرء الذليل
وقال ربيعة: لوافر
ألم ترني تركت الإبل عمدا ... لعلمي أنها خير قليل
وقلت خذ الهجان وراعبيها ... وحسبي السيف والرمح الطويل
وسلهبة يزل اللبد عنها ... وغامضة القتير لها ذبول
وقدر للعفاة وجفنتاها ... ونار لا يحل بها جهوله
أمور كان لوالدنا اقتناها ... وليس إلى خلاف أبي سبيل
وقالوا قد غبنت فقلت لا بل ... غبنت فلا أقال ولا أقيل
أآخذ بالعلا نابا ضروسا ... مذممة لها ضرع حفيل
أبيت الليل أكلوها بعين ... مؤرقة لها طرف ثقيل
وأترك مجد همام وجدي ... جميل والذين بهم أصول
إذا ما المرء لم يخلف أباه ... تعالته من الأيام غول
ستبلي إبل صاحبك الليالي ... ويبقى بعدها الذكر الجميل
قال أبو القاسم: يقال رجل مخيل للخير إذا كان خليقا له، والعكابة من العكوب اشتقاقها وهو الغبار، والأجرد الفرس القصير الشعر وهو من الصفات المحمودة، والهراوة العصا، والمشمخر: الطويل، والثميل: بقية الطعام والعلف في الجوف، والسلهبة: الفرس الطويلة، والقتير: حلق الدرع، وهو في غير هذا الموضع الشيب، والناب: المسنة من الإبل، والحفيل: المملوءة لبنا ومنه قيل احتفل المجلس بأهله إذا امتلاء، والغول: ما أهلك الإنسان، والعرب تزعم إنها أنثى الشياطين، وينشد لامرئ القيس: الطويل
أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال
اخبرنا ابن السراج قال أخبرني وكيع قال: أرسل المتوكل إلى الحسن بن وهب أن قل شعرا في غد هذا اليوم، فقال: كيف يقول محبوس؟ فقال له بعض مات معه: قل فلعل ذلك أن يكون سببا للفرج؟ فقال: مخلع البسيط قد أسفر الصبح للقيامه واصطفقت رنة للأذان
ليلة لهو يسر صبحا ... تناجه يوم ومهرجان
فاسقياني وغنياني ... كل أسير وكل عان
يخلص الله كل شمل ... شتته حادث الزمان
أما ترى البارق اليماني ... حقا يقينا لقد شجاني
ذكرني عارضي بنات ... تلك التي سادت الواني