أخبرنا ابن دريد قال حدثنا أبو عثمان الأشنانداني قال اخبرنا عمارة ابن عقيل بن بلال بن جرير قال: كانت أسماء بنت مطرف بن أبان من بني أبي بكر بن كلاب لسنة لذاعة اللسان فنزلت برجل من بني نصر بن معاوية ثم من بي كلفة فلم يقرها فقالت فيه: الطويل
سرت بي فتلا الذراعين حرة ... إلى ضوء نار بيبن فردة والجزر
سرت ما سرت من ليلها ثم عرّست ... على كلفيّ لا يصليّ ولا يقري
فكن حجرا لا تطعم الدهر قطرة ... إذا كنت ضيفا نازلا في بني نصر
وقالت فيه أيضا: الطويل
سرينا وإعفاء من الرمل دوننا ... إلى ناره وهنا من الليل تلمح
فبات ابن شماخ يفسخ عجوة ... ولم يسقنا غير السّمار المضيّح
قال: السمار: اللبن، والمضيح: الكثير المزج ومنه قول الآخر: الرجز
حتى إذا جنّ الظلام المختلط ... جاءوا بضيح هل رأيت الذئب قط
يقول: جاعوا بلبن قد اكثر مزجه بالماء حتى اغبر لونه فصار كلون الذئب. وقولها: " فكن حجرا لا تطعم الدهر قطرة "، فإنه يقال طعمت في الطعام والشراب والنوم، وقال الله تعالى: ومن لم يطعمه فإنه مني. وقال تعالى: (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا) . قال العلماء: البرد: النوم الكثير. ومن كلام العرب: منعني البرد البرد أي منعني البرد من النوم.
اخبرنا الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: نقول العرب نظرت بعيني، ونظرت بمعنى انتظرت.
فنظرت: رحمت، ونظرت، تفكرت، وأنظرت الرجل: أخرته، وأنظرت الرجل: جعلته ينتظرني.
قال: والتراب جمع واحدة ترابة والنسب إليه ترابي، وينشد: الطويل
وقالوا ترابي فقلت: صدقتم ... أبي من تراب خَلقْهٌ الله آدما
أراد خلقه فأسكن اللام. وفي نصب آدم وجهان، أحدهما إن يكون بدلا من الهاء في خلقه للإيضاح والتبيين، والآخر أن نصبه بإضمار أعني. أنشدنا الأخفش قال أنشدنا ثعلب قال: قرأت بخط إسحاق بن إبراهيم الموصلي لعجير السلولي: الطويل
أجارى ما أزداد إلا صبابة ... إليك وما تزداد إلا تنائيا
أجارى لو نفس فدت نفس ميت ... فديتك مسرورا بأهلي وماليا
وقد كنت أرجو أن أملاك حقبة ... فحال قضاء الله دون رجائيا
ألا ليمت من شاء بعدك إنما ... عليك من الأيام كان حداديا
أخذ معنى البيت الأخير أبو نواس فقال يرثي الأمين: الطويل
طوى الموت ما بيني وبين محمد ... وليس لما تطوى المنية ناشر
لئن عمّرت دور بمن لا أحبه ... فقد عمّرت ممن أحب المقابر
وكنت عليه أخذر الموت وحده ... فلم يبق لي شيء عليه أحاذر
وقال أيضا: مجزوء الكامل
كنت السواد لمقلة ... فعليك يبكي الناطر
من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر
أنشدنا الأخفش للنابغة: الوافر
فإني لا ألومك في وصول ... ولكن ما وراءك يا عصام
ألم أقسم عليك لتخبرني ... أمحمول على النعش الهمام
فإن يهلك أبو قابوس يهلك ... ربيع الناس والشهر الحرام
ونأخذ بعده بذناب عيش ... أجب الظهر ليس له سنام
أما عصام فحاجب النعمان. يقول: لا ألومك إن منعتني الوصول إليه ولكن عرفني خبره. وكان الملك إذا مرض يجعل في سرير ويحمل على أعناق الرجل يعلل بذلك ويقولون هو أرفه له.
وأما قوله:
ونأخذ بعده بذناب عيش