والعقوق: قطيعة الوالدين أو ذوى المحرم وأصله من العق وهو الشقّ، يقال في ثوبه عقّ، وفي سقائه عقّ أي شقّ. والعقيقة ما يبقى من شعاع البرق في السحّاب إذا نفق عنه. ومنه سمّيت العيّوق عقائق. العقيقة أيضا: الشعر الذي يولد به المولود وهو على رأسه. ويقال عقّ عن المولود: إذا حلق ذلك الشعر فتصدق عنه بشيء أو ذبحت شاة ونحوها. وفي الحديث عقّ النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين فتصدّق بزنة شعورهما ورقا.
وأمّا قوله: أن تعتادكم العجلة إلى حصّ القمة من قولهم رجل أحصّ: إذا كان قليل الشعر. والحصص: ذهاب الشعر، والقمة: أعلى الرأس، وهذا مثل كأنه أراد استئصال الرؤساء ومن به قوام أمرهم. ويقال للقمة: الشعفة وجمعها الشعفات، وكذلك أعالي كل شيء من جبل ونحوه يقال له شعفات، قال العجاج: مشطور الرجز
دواخسا في الأرض ألا شعفا
فأمّا الأمة فالقامة قامة الإنسان قال الشاعر: المتقارب
وان معاوية الأكرمين حسان ... الوجوه طوال الأمم
وقوله: وجرد الساعد فان العرب تقول " فلان يقدح في نفس فلان ويفت في ساعده " يعنون الساعد العشيرة والقوم. والجرد: النحت والقشر، ومنه قيل: تجرد الرجل من ثيابه. وامرأة حسنة المجردة، والمتجرد من ذلك.
والضت: الحقد ومثله الحسيكة والضغينة والوحر. والاجتثاث: قطع الشيء من أصله واستئصاله ومنه قول الله عز وجل (اجتثت من فوق الأرض) .
والباسقات: الطوال، يقال: نخل باسقات من ذلك. والجرّة: اجترار الشيء ومدّه إليك. والجرّة أيضا: ما يجتره البعير من جوفه.
والحسم: القطع، ومنه قيل: حسمت مادة هذا الأمر. والجمّة:.اجتماع الماء في قرار أو بئر أو غيره. والعمق: عمق البئر ونحوها وهو امتدادها في النزول وإنما هذا مثل ضربه لاستعلاء الشر وغلبته.
وقوله: وليتأثفن شمل السحيق: يريد ليجتمعن على الأمر الخسيس الحقير المتناهى الحال إليه، وإقفار الحرب الناس واختلالها بأحوالهم. والثأثق: الاجتماع على شيء والإحاطة به من نواحيه مشتق من الأثافي. قال النابغة: البسيط
لا تقذفني بركن لأكفاء له ... ولا تأثفك الأعداء بالرفد
والسّمل: الثوب الخلق، يقال سمل الثوب وأسمل فهو سمل: إذا أخلق، ومثله نج وأنج، ومج وأمج، وأخلق اخلاقا فهو مخلق، وخلق خلوقه فهو خلق وهي أقل اللغتين.
ويقال: ثوب خلق ودرس ودرس ودريس بمعنى. ومثله الحسيف، والمعوز وجمعه معاوز. قال الشماخ: الطويل
إذا سقط الأنداء صينت وأشعرت ... حبيرا ولم تدرج عليها المعاوز
يصف قوسا يوقيها من الندا بثياب فاخرة لا بالخلقان فإذا كان الثوب مخرّقا لا خلاقة قيل ثوب مرق وسماطيط ورعاهل بل ومردّم. ومنه قول عنترة: الكامل.
هل غادر الشعراء من متردم ... .................
يقول: هل تزكوا وجها للمقال لم يقولوا فيه.
وقوله: " حتى يردع قذيف الكبد " يقول: حتى يرجع إلى حيث خرج منه معكوسا، من قولهم: ارتدع انسهم إذا رجع ولم يمض على سننه، وارتدع الرجل عن الفعل القبيح.
والشنان: جمع شن وهي القربة الخلق: والشظايا: جمع شظيةّ، والمقذدّة أفواقها يعني السهام، ولا معنى لتعلق الشنان بالسهام ألا أن يكون مثلا لكون ما لا يكون واستحالته، أو لكون الأشياء العجيبة إذا أراد بالشنان غير ما ذكرنا ما لم يتبين لنا معناه.
وقوله: " ويفرغ المهادن جمّة الدخن ": الغلّة والقش. يقال: بينهما هدنة على دخن: إذا كانت غير نقيةّ الباطن. والدخن: من الدخان، والإفراغ ها هنا: الاستفراغ يقال: أفرغ فلان ما في إنائه بمعنى استفرغه، وأوصله اجمع من الفراغ.
ومدمجات الخواصر: ما طويت الخواصر عليه يعني ما أسرّته من غش وعداوة وغير ذلك. ومنه قيل: فلان مدمج الخلق: آي مطوي الخلق ملتفه. والعرب تصف الملتف الخلق بالإدماج والإدراج كما قال رؤبة في وصف عير: الرجز
محملق أدمج إدماج الطلق
والأريب: العاقل، والأرب: العقل وكذلك الحجى والنهى والحول.
وأمّا قوله: " واتسع فرى السّبوبة " فالفرى: الشّق: وهو القطع يقال: فيربت الجلد إذا قطعته للإصلاح، وأفريته: إذا قطعته للإفساد.