عظيمة في ضبط هذا الكتاب؛ فإنها مقابلة بكل دقة على أصل الدمياطي، كما أن لناسخها اعتناء جيدًا بضبط الكلمات بالشكل، وإذا كان للكلمة أكثر من ضبط ذكره، كما هو مبين في وصف هذه النسخة.
وقد وقع في الطبعة الأولى للكتاب الكثير من الأخطاء، عددتُ منها ما يقرب من (٢٠٠) خطأ، هذا بالإضافة إلى مئات من فروق الكلمات والضبط المهمة والتي لم يُلق لها بالًا، تراها مبثوثة في حواشي هذه الطبعة التي بين يديك.
هذا، وقد بذل الأستاذ الدكتور عجاج الخطيب محقق الطبعة الأولى جهدًا كبيرًا في إخراج الكتاب، وليس نقدي لطبعته بمنقص من قدره شيئًا إن شاء الله تعالى، ولكن هكذا العلم، يستدرك المتأخر فيه على المتقدم، ويصحح ما أخطأ فيه؛ ابتغاء الوصول إلى الحق والصواب.
وسأبين هنا بعضًا من هذه الأخطاء، وقد قسمت ذلك إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: كثرة التصحيفات والتحريفات الناشئة عن الخطأ في قراءة الأصول الخطية.
القسم الثاني: وقوع سقط في كثير من المواضع.
القسم الثالث: مخالفته للأصول الخطية دون سبب واضح.
القسم الرابع: أخطاء في منهجه في التعليق على النصوص.
وكنت عزمت أن أذكر قسمًا خامسًا، وهو أخطاء في قراءة المخطوطات وإثبات الفروق بينها، وهي كثيرة جدًّا، ولكني أحجمت عن ذلك خشية الإطالة، وفيما سأذكره كفاية في بيان المراد، والله المستعان.