وما كان من صنيعه بعد خلافه الحجّاج في هذه السنة: قد ذكرنا فيما مضى قبلُ ما كان من عبد الرحمن بن محمد في بلاد رُتْبيل، وكتابه إلى الحجّاج بما كان منه هناك، وبما عُرِض عليه من الرأي فيما يستقبل من أيامه في سنة ثمانين، ونذكر الآن ما كان من أمره في سنة إحدى وثمانين في رواية أبي مخنَف، عن أبي المخارق (١). (٦: ٣٣٤).
وحج بالناس في هذه السنة سليمانُ بن عبد الملك، كذا حدّثني أحمدُ بن ثابت عمن ذكره، عن إسحاقَ بن عيسى، عن أبي مَعَشر، وكذلك قال الواقديّ، وقال: في هذه السنة وُلد ابنُ أبي ذئب.
وكان العامل في هذه السنة على المدينة أبانُ بن عثمان، وعلى العراق والمشرق الحجاجُ بن يوسف، وعلى حرب خُراسانَ المهلَّب، وعلى خَراجها المغيرة بن مهلب من قبل الحجاج، وعلى قَضاء الكوفة أبو بُرْدة بن أبي موسى، وعلى قَضاء البصرة عبد الرحمن بن أذَينة (٢). (٦: ٣٤١).
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين ذكر الخبر عن الكائن من الأحداث فيها
خبر الحرب بين الحجاج وابن الأَشعث بالزاوية (٣) (٣٤٢: ٦)
وقعة دير الجماجم بين الحجاج وابن الأشعث
قال أبو جعفر: وفي هذه السنة كانت وقعة دَير الجمَاجم بين الحجَّاج وابن
(١) قال خليفة وهو يتحدث عن أخبار سنة (٨١ هـ) تحت عنوان - ابن الأشعث يخلع الحجاج فيها خلعَ ابن الأشعث بسجستان وأقبل يريد الحجاج فحدثني أبو الحسن وأبو اليقظان أن ابن الأشعث لما أجمع المسير إلى العراق دعا ذرًا (أبا عمر بن ذر الهمذاني) فكساه ووصله وأمره أن يحضض الناس. (تاريخ خليفة: ٢٧٩) وقال خليفة: فحدثني محمد بن معاذ عن أبيه عن جدته قالت: سمعت منادي ابن الأشعث يقول: أين الذين بايعوا بالرَّجح. تاريخ خليفة: ٢٨٠.
(٢) انظر قوائم الولاة والقضاة بعد نهاية عهد عبد الملك.
(٣) قلنا: وكذلك أرخ خليفة لهذا الحدث، وقال: فيها وقعة الزاوية بالمحرم. تاريخ خليفة ص ٢٨٠.