ورابط محمد بن إبراهيم الإمام بمَلطْية:
واختلفوا في أمر عبد الجبار وخبره، فقال الواقديّ: كان ذلك في سنة ثنتين وأربعين ومئة، وقال غيره: كان ذلك في سنة إحدى وأربعين ومئة (١).
وذكر عن عليّ بن محمد أنه قال: كان قدوم عبد الجبار خراسان لعشر خلوْن من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئة، ويقال لأربع عشرة ليلة، وكانت هزيمته يوم السبت لستّ خلوْن من ربيع الأول سنة ثنتين وأربعين ومئة (٢).
وذكر عن أحمد بن الحارث، أن خليفة بن خياط حدّثه، قال: لما وجّه المنصور المهديَّ إلى الريّ -وذلك قبل بناء بغداد؛ وكان توجيهه إياه لقتال عبد الجبار بن عبد الرحمن، فكفى المهديّ أمْرَ عبد الجبار بمن حاربه وظفر به- كرِه أبو جعفر أن تبطل تلك النفقات التي أنفقت على المهديّ؛ فكتب إليه أن يغزوَ طبَرستان، وينزل الريّ، ويوجّه أبا الخصيب وخازم بن خزيمة والجنود إلى الأصبهبذ؛ وكان الأصبهبذ يومئذ محاربًا للمصمُغان ملك دُنباوند معسكرًا بإزائه؛ فبلغه أن الجنودَ دخلت بلاده، وأن أبا الخصيب دخل سارِية، فساء المصمُغان ذلك، وقال له: متى صاروا إليك صاروا إليّ؛ فاجتمعا على محاربة المسلمين؛ فانصرف الأصبهبذ إلى بلاده، فحارب المسلمين، وطالت تلك الحروب، فوجّه أبو جعفر عمر بن العلاء الذي يقول فيه بشار:
فقُلْ للخليفة إنْ جئتَهُ ... نَصيحًا ولا خَيرَ في المُتَّهَمْ
إذا أَيقَظتْك حُرُوبُ العِدا ... فَنبِّهْ لها عُمَرًا ثمّ نَمْ
فَتىً لا يَنامُ على دِمْنَةٍ ... ولا يَشْرَبُ الماءَ إلا بِدمْ
وكان توجيهه إياه بمشورة أبْرويز أخي المصمُغان، فإنه قال له: يا أمير
(١) انظر التعليق رقم / ١ / ص ٦٧.
(٢) انظر التعليق رقم / ١ / ص ٦٧.