ثم دخلت سنة ست رأربعين ومئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

خبر استتمام بناء بغداد وتحوّل أبي جعفر إليها

فمما كان فيها من ذلك استتمام أبي جعفر مدينة بغداد. ذكر محمد بن عمر أن أبا جعفر تحوّل من مدينة ابن هبيرة إلى بغداد في صفر سنة ستّ وأربعين ومئة فنزلها وبنى مدينتها (١).

ذكر الخبر عن صفة بنائه إياها.

قد ذكرنا قبلُ السبب الباعث لأبي جعفر علي بنائها والسبب الذي من أجله اختار البقعة التي بنى فيها مدينته ونذكر الآن صفة بنائه إياها (٢).

(١) وكذلك أرّخ البسوي إذ قال: ضمن حديثه عن وقائع سنة ١٤٦ هـ: وفيها فرغ أبو جعفر من بناء مدينة السلام ونزوله إياها، ونقل الخزائن وبيوت الأموال والدواوين إليها المعرفة والتأريخ ١/ ١٤.
(٢) ذكر الطبري أسبابًا عدة دفعت أبا جعفر لبناء مدينة بغداد ولعلها كذلك (٧/ ٦١٤) وذكر في خبر آخر (٧/ ٦١٦) أنه سأل الناس عن حرّها والبرد والأمطار والوحول والبقّ والهوام فكان اختيارًا مناسبًا من بين عدة مواضع مقترحة وكل ذلك احتمالات واردة أضف إلى ذلك فإن الخلفاء وابتداءً من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدؤوا بتمصير الأمصار وبناء المدن الجديدة انطلاقًا من الهدف الإسلامي الكبير (عمارة الأرض) ثم اقتفى الخلفاء سنة سيدنا عمر رضي الله عنه في تخطيط المدن وبنائها -وقد أولى الخطيب البغدادي خبر بناء بغداد اهتمامًا وأفرد لذلك فصلًا بعنوان باب ذكر خبر بناء مدينة السلام وأخرج عن محمد بن موسى الخوارزمي الحاسب أن أبا جعفر تحوّل من الهاشمية إلى بغداد وأمر ببنائها ثم رجع إلى الكوفة، وذلك بعد مئة سنة وأربع وأربعين سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام من الهجرة قال وفرغ أبو جعفر من بنائها ونزلها مع جنده وسماها مدينة السلام بعد مئة سنة وخمس وأربعين سنة وأربعة أشهر وثمانية أيام للهجرة تأريخ بغداد / ١/ ٦٧.