قال ابن معين: ثقة ثقة ثقة، وقال الطبري: كان عالمًا بأيام الناس صدوقًا في ذلك، وقال الذهبي: العلامة الحافظ الصادق الأخباري وقال أيضًا صدوق سير أعلام النبلاء ١٠/ ٤٠١، ميزان الاعتدال ٣/ ١٥٣، تأريخ بغداد ١٢/ ٥٥.
وقد كثرت مروياته عند الطبري وخاصة في تاريخ الخلافة على عهد الأمويين ثم العصر العباسي الأول- ولقد حصل الطبري على كتبه من طريق اثنين من شيوخه الثقات عمر بن شبة وأحمد بن زهير بن حرب. وهما من تلاميذ المدائني مع غيرهما كالزبير بن بكار وقال أحمد بن أبي خيثمة. كان أبي وابن معين ومصعب الزبيري يجلسون على باب مصعب فمرّ رجل على حمارٍ فاره وبزّة حسنة فسلم وخص بسلامه يحيى فقال له يا أبا الحسن إلى أين ... إلخ فلما ولّى قال يحيى: ثقة ثقة ثقة، فسألت أبي من هذا؟ فقال: هذا المدائني ميزان الاعتدال / تر ٦٣٦٧.
وقال شاكر مصطفى وقد اتبع المدائني في المنهج التأريخي طريقة المحدثين في نقد الروايات وإثبات الإسناد مما أعطاه لونًا من الثقة لدى الناس كما نظم المادة الواسعة التي وقعت له تنظيمًا متوازنًا خدم التأليف التأريخي وكان بذلك كله خطوة هامة في تطور عملية التأريخ ما أضحى المصدر الرئيسي للمؤرخين التاركين (١).
وقال الدكتور الدوري: وتصل دراسات الأخباريين قمتها عند المدائني (١٣٥ - ٢٢٥ هـ) وهو بصري استقرّ بعدئذ في بغداد ويظهر أثر الإسناد عليه أقوى ممن سبقه نتيجة للتطورات الثقافية ويظهر عنده الاتجاه نحو جمع أوسع وتنظيم أوفى للروايات التأريخية ... ويمثل المدائني درجة أعلى من أسلافه في البحث والدقة بحث في نشأة علم التأريخ / ٣٩.
٢ - محمد بن سعد البصري الزهري (كاتب الواقدي) ١٦٨ - ٢٣٠ هـ:
يعتبر الإمام المحدث الثقة ابن سعد رائدًا من رواد كتابة التأريخ بنظام الطبقات لا الحوليات وقد بدأ بالسيرة النبوية الشريفة في كتابه الطبقات الكبرى ثم الصحابة ومن تلاهم من التابعين ومن بعد هؤلاء- وكان دقيقًا في كل طبقة فقد
(١) التأريخ العربي والمؤرخون (١٨٨).