الزَّهريّ، قال: قاتلهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى صالحهم على الجلاء، فأجلاهم إلى الشأم، على أن لهم ما أقلَّت الإبلُ من شيء إلا الحلْقة- والحلْقة: السِّلاح (١) (٢: ٥٥٤).

٢٠٨ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر: أنَّه حدَّث أنَّهم استقلوا بالنِّساء والأبناء والأموال، معهم الدُّفوف والمزامير والقيان يعزِفْن خلفهم، وإنّ فيهم يومئذ لأمّ عمرو، صاحبة عُروة بن الورد العبسيّ؛ التي ابتاعوا منه، وكانت إحدى نساء بني غِفار بزهاء وفخْر، ما رُئيَ مثله من حيّ من الناس في زمانهم؛ وخلَّوا الأموال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة يضعها حيث يشاء فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلَّا أن سهل بن حُنيف وأبا دُجانة سِمَاك بن خَرَشَةَ، ذكرا فقرًا فأعطاهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. ولم يسلم من بني النَّضير إلَّا رجلان: يامين بن عمير بن كعب ابن عمّ عمرو بن جِحاش، وأبو سعد بن وهب، أسلما على أموالهما فأحرزاها (٢). (٢: ٥٥٤/ ٥٥٥).

قال أبو جعفر: واستخلف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذ خرج لحرب بني النّضير - فيما قيل - ابنَ أمّ مكتوم، وكانت رايتُه يومئذ مع عليّ بن أبي طالب - عليه السلام -.

وفي هذه السنة ماتَ عبد الله بن عثْمان بن عفَّان، في جمادَى الأولى منها، وهو ابن ست سنين، وصلَّى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزل في حفرته عثمان بن عفان.

وفيها ولِد الحسين بن عليّ - عليه السلام -، لليالٍ خلوْن من شعبان (٣). (٢: ٥٥٥).

غزوة ذَات الرقاع

واختلف في التي كانت بعد غزوة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بني النَّضير من غزواته، فقال

(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف، وأخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر منقطعًا (السيرة النبوية لابن هشام ٢/ ١٧٨).
(٣) ضعيف.