لأول مرة وفتح الأندلس والخلافة الأموية في الأندلس ... وغير ذلك.
وفي المقابل سلّط الطبري الأضواء على تفاصيل وأعطاها أكثر من اللازم وأورد مرويات بعضها متكررة ومتشابهة.
٣ - تجزئة الأحداث التأريخية وتوزيعها بين السنين لأنه رتب التأريخ ترتيبًا حوليًّا. ولذلك تراه يترك الحديث عن واقعة معينة ثم يعود إليها بعد حين فلا تكتمل الصورة بل تتجزأ بين السنين وذلك العيب تفاداه اليعقوبي والمسعودي لأنهما لم يجزّئا الواقعة بين السنين.
٤ - يقطع الطبري أحيانًا رواية أخباري معين كأبي مخنف ليذكر في وسط الرواية مثلًا رواية أخباري آخر روى نفس الواقعة ولكن بشكل مختلف- ولو أنه انتهى من رواية الأخباري الأول مثلًا ثم بدأ برواية الثاني لتكونت لدى القارئ صورة متكاملة من الطريق الأول ثم من الثاني وهكذا.
ولقد ذكر الأستاذ شاكر هذين الأمرين فقال كان (أي الطبري) يقطع الأحداث بالروايات المتعددة وبالسنين على السواء. ويشرد في الحديث إلى أخبار عارضة تقطع الخبر الأصلي مما جعل تأريخه يفتقر إلى الموحدة وارتباط السياق (١).
والحق يقال فإن ابن الأثير نبّه إلى هذا المأخذ فقال رحمه الله في مقدمة الكامل ورأيتهم يذكرون الحادثة الواحدة في سنين ويذكرون منها في كل شهر أشياء فتأتي الحادثة مقطعة لا يكمل منها غرض ولا تُفهم إلا بعد إمعان النظر.
وكذلك النويري في مقدمة كتابه نهاية الأرب في فنون الأدب قد أشار إلى هذا المأخذ وقال: إنَّ تقطيع الحادثة على السنين يقطع على المطالع لذة متابعة الحادثة وإتمام الصورة الكاملة ونحو ذلك.
٥ - الإكثار من الحكايات الخرافية وخاصة عند حديثه عن بدء الخليقة وقصص الأنبياء وتأريخ العرب قبل الإسلام وأخذ كل ذلك من الروايات الإسرائيلية وخالف أحيانًا صريح الكتاب والسنة رحمه الله دون أن يشعر فالله سبحانه لم يبين لنبيه وخليله متى تنتهي هذه الدنيا وتقوم الساعة قال تعالى: {قُلْ
(١) التأريخ العربي والمؤرخون / ٢٦٠.