بطاعة آل المهلب لابن الزّبير، وأنه لا وفاءَ لهم؛ فكتب إليه عبدُ الملك: إنّي لا أرى تقصيرًا بوَلَد المهلب طاعتَهم لآل الزبير ووفاءهم لهم، فإنّ طاعتهم ووفاءهم لهم، هو دعاهم إلى طاعتي والوفاء لي.
ثمّ ذكر بقيّة الخبر نحوَ الذي ذَكره عليّ بن محمّد (١). (٦/ ٣٩٦ - ٣٩٧).
خبر مقتل موسى بن عبد الله بن خازم بالتّرمذ
وفي هذه السنة قُتِل موسى بنُ عبد الله بن خازم السُّلميّ بالتِّرمِذ.
* ذكر سَببِ قتلِه ومصيره إلى التّرمذ حتى قُتِل بها:
ذُكر أن سبب مصيره إلى التِّرمذ كان أنّ أباه عبد الله بن خازم لما قَتَل مَنْ قَتَل من بني تميم بفرْتَنا - وقد مضَى ذِكرى خبَر قتلِه إيّاهم - تفرّقَ عنه عُظمُ من كان بقيَ معه منهم، فخرج إلى نيسابورَ وخاف بني تميم على ثقله بمَرْو، فقال لابنه موسى: حوّل ثقَلي عن مَرو، واقطع نهرَ بَلْخَ حتى تلجأ إلى بعض الملوك أو إلى حصن تقيم فيه، فشَخَص موسى من مرو في عشرين ومئتين فارس، فأتى آمُل وقد ضوى إليه قومٌ من الصَّعاليك، فصار في أربعمئة، وانضمّ إليه رجال من بني سُلَيم، منهم زُرعة بن علقمة، فأتى زمَّ فقاتلوه، فظَفِر بهم وأصاب مالًا، وقطع النهر، فأتى بُخارَى فسأل صاحبها أن يلجأ إليه، فأبى وخافَه، وقال: رجل فاتك، وأصحابُه مثله أصحاب حَرْب وشَرّ، فلا آمنه، وبعث إليه بصلة عين ودوابّ وكُسْوة، ونزل على عظيم من عظماء أهل بُخارى في نوقان، فقال له: إنه لا خيرَ في المُقام في هذه البلاد، وقد هَابَك القومُ وهم لا يأمَنونك، فأقام عند دِهْقان نوقانَ أشهرًا، ثمّ خرج يلتمس ملِكًا يَلجَأ إليه أو حِصْنًا، فلم يأت بلدًا إلا كَرِهوا مُقامَه فيهم، وسألوه أن يخرج عنهم.
قال عليّ بن محمد: فأتى سمرقَنْد فأقام بها، وأكرَمَه طَرْخونُ مَلِكُها، وأذن له في المُقام، فأقام ما شاء الله، ولأهلِ الصُّغد مائدةٌ يوضعَ عليها لحم وَدِك وخُبْز وإبريق شراب، وذلك في كلّ عام يومًا، يُجعل ذلك لفارس الصّغْد فلا يقرَبه أحد غيرُه، هو طعامه في ذلك اليوم، فإن أكل منه أحدٌ غيرهُ بارزَه فأيُّهما
(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.