ومن بلدةٍ لم يغْزُها الناسُ قَبْلَنا ... غزَونا نَقُودُ الخيلَ شهرًا إلى شهرِ
مرَنَّ على الغزو الجرور ووُقرّتْ ... على النَّفْرِ حتى ما تُهالُ من النَّفرِ
وحتى لو أن النارَ شُبَّتْ وأكرِهَتْ ... على النارِ خاضَتْ في الوغى لهبَ الجمرِ
تلَاعِبُ أطرافَ الأَسنَةِ والقنا ... بلبَّاتِها والموت في لجج خضْرِ
بهنَّ أبَحْنَا أهلَ كلِّ مدينةٍ ... من الشرك حتى جاوزتْ مطلع الفجرِ
ولو لم تُعَجّلنا المنايا لجاوزتْ ... بنا رَدْم ذي القرنين ذا الصَّخْرِ والقَطْرِ
ولكنَّ آجالًا قُضِينَ ومُدَّةً ... تَناهَى إليها الطَّيّبُونَ بنو عَمرو
(٦/ ٥٢٠ - ٥٢٢).
ثم دخلت سنة سبع وتسعين ذكر الخبر عما كان في هذه السنة من الأحداث
وفيها غزا - فيما ذكر الواقديّ - مسلمةُ بنُ عبد الملك أرضَ الرّوم، ففتح الحِصْن الذي كان فتَحه الوضاح صاحب الوضّاحيّة.
وفيها غزا عمر بنُ هُبيرة الفزاريّ في البحر أرضَ الرّوم، فشتا بها.
وفيها قُتِل عبد العزيز بن موسى بن نُصَير بالأندلس، وقدِم برأسه على سليمان حبيبُ بن أبي عُبيد الفِهْريّ. (٦/ ٥٢٣).
ولاية يزيد بن المهلّب على خراسان
وفيها ولَّى سليمانُ بنُ عبد الملك يزيدَ بن المهلَّب خُراسانَ.
* ذكر الخبر عن سبب ولايته خراسان:
وكان السبب في ذلك أنّ سليمان بن عبد الملك لما أفضَت الخلافةُ إليه ولى يزيد بن المهلَّب حربَ العراق والصّلاة وخرَاجها.
فذَكَر هشام بنُ محمد عن أبي مخنَف، أنّ يزيد نظر لمّا ولّاه سليمانُ ما ولّاه من أمر العراق في أمر نفسه، فقال: إنّ العراق قد أخر بها الحجاجُ، وأنا اليومَ رجاءُ أهل العراق؛ ومتى قدمتُها وأخذتُ الناسَ بالخراج وعذّبتُهم عليه صرتُ مِثلَ الحجَّاج أدْخل على الناس الحربَ، وأعيدُ عليهم تلك السجون التي قد