إن يكُ سيفٌ خَانَ أَوْ قَدرٌ أتى ... بتأْخير نفسٍ حَتْفُها غيرُ شاهدِ
فسيفُ بني عبسٍ وقد ضربوا به ... نبَا بِيدَيْ ورقاءَ عن رأسِ خالد
كذاك سُيُوفُ الهند تَنْبُو ظُبَاتها ... وتَقطَعُ أحيانًا مَناط القلائدِ (١)
وورقاء هو وَرْقاء بن زُهَير بن جَذيمة العَبْسيّ، ضربَ خالدَ بنَ جَعْفر بنِ كلاب، وخالد مُكِبٌّ على أبيه زُهَير، قد ضَرَبه بالسَّيف وصَرَعه، فأقبَل وَرْقاء بنُ زهير فَضرَب خالدًا، فلم يَصنَع شيئًا، فقال ورقاء بنُ زُهير:
رأيتُ زهيرًا تحت كَلْكَل خالدٍ ... فأقبلتُ أَسعَى كالعَجُولِ أَبادِرُ
فشُلَّت يميني يومَ أضْرِبُ خالدًا ... ويُحْصِنُهُ مِنِّي الحديدُ المظاهرُ
وقال الفِرْزَدق في مُقامِه ذلك:
أَيَعْجَبُ النّاسُ أَنْ أَضحَكتُ خَيْرَهُمُ ... خليفةَ اللهِ يُسْتَسْقَى به المطرُ
فما نبَا السيفُ عن جُبْنٍ ولا دَهَشٍ ... عند الإمام ولكن أَخَّرَ القَدَرُ
ولو ضربْتُ على عمرٍ ومُقَلَّدَهُ ... لخَرَّ جُثْمانُهُ ما فوقه شَعَرُ
وما يُعَجِّلُ نفسًا قبلَ مِيتَتِهَا ... جمعُ اليدين ولا الصَّمْصامةُ الذَّكَرُ
وقال جرير في ذلك:
بسيفِ أبي رَغوَانَ سيفِ مجاشعٍ ... ضربْتَ ولم تضرب بسيف ابن ظالِم
ضربتَ به عند الإِمام فأرْعِشَتْ ... يداك، وقالوا مُحدَثٌ غيرُ صارِمِ
(٦/ ٥٤٧ - ٥٤٩).
ثم دخلت سنة مئة ذكر الخبر عن الأحدات التي كانت فيها
فمن ذلك خروج الخارجة التي خرجتْ على عمرَ بن عبد العزيز بالعراق.
* ذكر الخبر عن أمرهم:
ذكر محمد بن عمرَ أنّ ابن أبي الزّناد حدّثه، قال: خرجتْ حَرُوريّة بالعراق،
(١) قلنا: في إسناده رؤبة بن العجاج، قال ابن القطان: دع رؤبة العجاج، وضعفه غير واحد.
الضعفاء والمتروكين (١/ ٢٧٧) لابن الجوزي وللعقيلي (٢/ ٦٤) ولقد أبهم الطبري اسم الوسيط بينه وبين رؤبة.