طِنفسة له، وكسر لواءه على رأسه، وضرب بطِنْفسته وجهه، وقال: كذلك يفعل الله بأصحاب الغدر!
وذكر عليُّ بن محمد عن الحارث بن أفلح بن مالك بن أسماء بن خارجة: لما ولي (١) نصر خراسان أدني مغراء بن أحمر بن مالك بن سارية النميريّ والحكم بن نُمَيلة بن مالك والحجاج بن هارون بن مالك؛ وكان مغراء بن أحمر النميريّ رأس أهلِ قنَّسرين، فآثر نصر مغراء وسنَّي منزلته، وشفَّعه في حوائجه، واستعمل ابنَ عمه الحكم بن نُميلة علي الجُوزَجان، ثم عقد للحكم علي أهل العالية، وكان أبوه بالبصرة عليها؛ وكان بعده عُكَابة بن نُمَيلة، ثم أوفد نصر وفدًا من أهل الشأم وأهل خراسان، وصيّر عليهم مغراء؛ وكان في الوفد حَمَلة بن نعيم الكلبيّ، فقال عثمان بن صدقة بن وثاب لمسلم بن عبدالرحمن بن مسلم عامل طُخارستان:
خيَّرَنِي مسْلمٌ مراكِبَهُ ... فقُلْتُ حَسْبي مِنْ مُسْلِمٍ حكَما
هذا فتى عامر وسَيِّدُها ... كَفى بمَنْ سادَ عامرًا كرما
يعني الحكم بن نُميْلة.
قال: فتغيّر نصر لقيس وأوحشه ما صنع مغراء. قال: وكان أبو نُمَيلة صالح الأبّار مولي بني عبس، خرج مع يحيي بن زيد بن عليّ بن حسين، فلم يزل معه حتى قُتل بالجُوزَجان. وكان نصر قد وَجد عليه لذلك، فأتى عبيد الله بن بسام صاحب نصر، فقال:
قد كُنْتُ في هِمَّةٍ حَيْرَان مَكْتَئبًا ... حتَّي كفاني عُبَيْدُ اللهِ تَهْمامِي
ناديْتُهُ فسَما للمَجْدِ مُبْتَهِجًا ... كغُرَّة البَدْرِ جَلَّي وَجْه إِظلام
فاسْمُ برَأي أَبي ليْثٍ وصَوْلَتِهِ ... إن كنتَ يَوْمَ حفاظٍ بامريءٍ سامِ
تظفرْ يَداكَ بمنْ تَمَّتْ مُرُوَّتهُ ... واخْتصَّهُ رَيُّه مِنْهُ بإِكرامِ
ماضي العزائمِ ليْثِيٍّ مَضاربُهُ ... على الكَريهَةِ يَوْمَ الرَّوْعِ مِقدام
لا هَذِرٌ ساحَةَ النَّادي ولا مَذِلٌ ... فيه ولا مُسْكِتٌ إِسكاتَ إِفحامِ
له مِنَ الحِلم ثوْباهُ ومجْلِسُهُ ... إِذَا المجالِسُ شانَتْ أَهَلَ أَحلام
(١) في إسناده الحارث بن أفلح ذكره العقيلي والساجي في الضعفاء وقال ابن معين ليس بثقة لسان الميزان ٢/ تر ٢١٧٥.