خلافة أبي العباس عبد الله بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس
ذكر الخبر عن سبب خلافته
وكان بدء ذلك - فيما ذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه أعلم العباس بن عبد المطلب أنه تؤول الخلافة إلى ولده، فلم يزل ولدهُ يتوقّعون ذلك، ويتحدّثون به بينهم (١).
وذكر عليّ بن محمد أن إسماعيل بن الحسن حدّثه عن رشيد بن كُريب، أنّ أبا هاشم خرج إلى الشام، فلقي محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس، فقال: يا بن عمّ، إن عندي عِلْمًا أنبذه إليك فلا تطلعنّ عليه أحدًا؛ إن هذا الأمر الذي يرتجيه الناس، فيكم، قال: قد علمتُ فلا يسمعنَّه منك أحد (٢).
قال عليّ: وأخبرنا سليمان بن داود، عن خالد بن عجلان، قال: لما خالف ابن الأشعث، وكتب الحجاج بن يوسف إلى عبد الملك، أرسل عبد الملك إلى خالد بن يزيد فأخبره، فقال: أما إذا كان الفتْق من سِجِسْتَان فليس عليك بأس؛ إنما كنا نتخوّف لو كان من خراسان.
وقال عليّ: أخبرنا الحسن بن رُشيد وجبلة بن فرّوخ التاجيّ ويحيى بن طفيل والنعمان بن سريّ وأبو حفص الأزدي وغيرهم أن الإمام محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس، قال: لنا ثلاثة أوقات: موت الطاغية يزيد بن معاوية، ورأس المئة وفتق بإفريقية، فعند ذلك يدعو لنا دعاة، ثم يُقبِل أنصارنا من المشرق حتى تردَ خيولهم المغرب، ويستخرجوا ما كنز الجبّارون فيها.
فلمّا قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقيَة، ونقضت البربر، بعث محمد بن عليّ
(١) قال الذهبي: لا يصح هنا الخبر ولكن آل العباس كان الت س يحبونهم ويحبون آل علي ويودون أن يؤول الأمر إليهم حبًّا لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسير أعلام النبلاء ٦/ ٥٨.
(٢) في هذا الإسناد تصحيف والصواب رشدين بن كريب وهو منكر الحديث (تهذيب الكمال/ تر ١٨٩٧).