كتابه: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (١).
فعجل التخلص وأقلّ التربُّص، وادعُ مَنْ أطاعك من قومك إلى الخروج معك.
قال: فخرج وخرج معه عمربن محمد بن عمر، وأبو عَقِيل محمد بن عبد الله بن محمد بن عَقِيل، قال: ودعوا الأفطس حسن بن عليّ بن أبي طالب إلى الخروج معهم فأبَى، وثبت مع محمد؛ وذُكر خروجهم لمحمد فأرسل إلى ظَهْرهم فأخذه؛ فأتاه عمر بن محمد، فقال: أنت تدعو إلى العَدْل ونفْي الجور؛ فما بال إبلي تؤخذ! فإنما أعددتها لحجّ أو عُمْرة، قال: فدفعها إليه - فخرجوا من تحت ليلتهم؛ فلقوا عيسى على أربع - أو خمس - من المدينة.
قال: وحدّثني - أيوب بن عمر بن أبي عمرو بن نعيم بن ماهان، قال: كتب أبو جعفر إلى رجال من قريش وغيرهم كتبًا، وأمر عيسى: إذا دنا من المدينة أن يبعث بها إليهم، فلما دنا بعث بها إليهم؛ فأخذ حرسُ محمد الرسولَ والكتب، فوجد فيها كتابًا إلى إبراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر وإلى جماعة من وؤساء قريش، فبعث محمد إلينا جميعًا ما خلا ابن عمر وأبا بكر بن سبْرة، فحُبسنا في دار ابن هشام التي في المصلّى.
قال أبي: وبعث إليّ وإلى أخي، فأتِيَ بنا فضُرِبنا ثلاثمئة، قال: فقلت له وهو يضربني ويقول: أردتَ أن تقتلني! تركتُك وأنت تستتر بحجر وبيت شعر؛ حتى إذا صارت المدينة في يدك، وغلُظ أمرك، قمتُ عليك فبِمَنْ أقوم! أبطاقتي أم بمالي، أم بعشيرتي! قال: ثم أمر بنا إلى الحبس، وقُيّدنا بكُبول وسلاسل تبلغ ثمانين رطلًا، قال: فدخل عليه محمد بن عجلان، فقال: إني ضربتُ هذين الرجلين ضربًا فاحشًا، وقيّدتهما بما منعهما من الصلاة، قال: فلم يزالا محبوسين حتى قدم عيسى.
قال: وحدّثني محمد بن يحيى قال: حدّثني عبد العزيز بن أبي ثابت، عن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم، قال: إنا لعند محمد ليلة -
(١) آل عمران: ٢٦.