تكبيرًا ليس بالتّكبير الَّذي يراد اللهُ به في التَّرغيب، ولكنَّه التكبيرُ الَّذي يُراد به التَّرهيب، وقد عرفتُ أنَّها عَجاجة تحتَها قَصْف، يا بني اللَّكيعة وعَبيد العصا، وأبناء الأيَامَى، ألا يَربَع رجلٌ منكم على ظَلْعه، ويُحْسن حَقْن دمه، ويبصر موضعَ قدمه! فأقسم بالله لأوشكُ أن أوقعَ بكم وقعةً تكون نكالًا لما قَبْلها، وأدبًا لما بَعدَها.
قولُه: "تحتَها قصْف" فهو شدّة الرّيح، واللَّكعاء: الوَرْهاء، وهي الحَمْقاء من الإماء، والظَّلع: الضعْف والوَهن من شدّة السير، وقوله: "تهوى هَويّ سابق الغُطاط" فالغُطاط بضم الغين: ضربٌ من الطير. قال الأصمعيّ: الغَطَاط بفتح الغَين: ضربٌ من الطَّير، وأنشد لحسَّان بن ثابت:
يُغْشَوْن حتى ما تَهرُّ كلابُهُمْ ... لا يَسأَلون عن الغَطَاطِ المُقْبِل
بفتح الغين، قال: والغُطاط بضم الغين: اختلاط الضوء بالظلمة من آخر الليل، قال الراجز:
قامَ إلى أَدْمَاءَ في الغُطَاطِ ... يَمْشي بِمِثْلِ قَائِمِ الفُسْطاطِ
تمّ التفسير.
قال: فقام إليه عُمَير بن ضابيء التَّميميّ ثمّ الحنظليّ فقال: أصلَح اللهُ الأمير! أنا في هذا البعث، وأنا شيخ كبير عليل، وهذا ابني، وهو أشَبّ مني؛ قال: ومَنْ أنت؟ قال: عُمَير بنُ ضابيء التَّميميّ، قال: أسمعتَ كلامنا بالأمس؟ قال: نعم، قال: ألستَ الَّذي غزا أميرَ المؤمنين عثمانَ؟ قال: بلى؛ قال: وما حملك على ذلك؟ قال: كان حَبَس أبي، وكان شيخًا كبيرًا، قال: أو ليس يقول:
هَمَمْتُ ولم أفعَلْ وكِدْتُ وليْتني ... تَرَكْتُ على عثمانَ تَبكي حَلَائلُهْ
إني لأحسَب في قتلك صلاح المِصرَيْن، قم إليه يا حَرسيّ، فاضرب عنقَه؛ فقام إليه رجل فضربَ عنقَه، وأنهَب ماله.
ويقال: إنّ عَنبَسة بن سعيد قال للحجَّاج: أتعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا أحدُ قتَلة أمير المؤمنين عثمان؛ فقال الحجَّاج: يا عدوَّ الله، أفلا إلى أمير المؤمنين بعثتَ بديلًا! ثمّ أمر بضرْب عنقِه، وأمر مناديًا فنادَى: ألا إنّ عُمَير بن