نصر بن محمَّد عهده على السّند، فرجع إلى عمله؛ وقد كان عبد الملك أقام بها ثمانية عشر يومًا، فلم يعرِض له، فرجع إلى البصرة.
وفيها استعملَ عيسى بن لقمان على مصر.
وفيها ولّى يزيد بن منصور سَواد الكوفة وحسان الشَرويّ الموصل وبِسطام بن عمرو التغلبيّ أذرَبيجان.
وفيها عزل أبا أيوب المسمى سليمان المكيّ عن ديوان الخراج، ووُلِّي مكانه أبو الوزير عمر بن مطرّف.
وفيها تُوفِّيَ نصر بن مالك من فالج أصابه، ودفن في مقابر بني هاشم وصلّى عليه المهديّ.
وفيها صرف أبان بن صدقة عن هارون بن المهدي إلى موسى بن المهديّ، وجعله له كاتبًا وَوزيرًا، وجعل مكانه مع هارون بن المهديّ يَحْيَى بن خالد بن بَرْمك.
ثم دخلت سنة اثنتين وستين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث
خبر مقتل عبد السَّلام الخارجيّ
فمن ذلك ما كان من مقتل عبد السَّلام الخارجيّ بِقنَّسْرِين.
ذكر الخبر عن مقتله
ذكر أن عبد السَّلام بن هاشم اليَشكريّ هذا خرج بالجزيرة، وكثر بها أتباعه، واشتدّت شوكته، فلقيه من قوّاد المهديّ عِدّة، منهم عيسى بن موسى القائد، فقتله في عدّة ممّن معه، وهزم جماعة من القوّاد، فوجّه إليه المهديّ الجنودَ، فنكب غير واحد من القوّاد، منهم شبيب بن واج المرْورُّوذيّ، ثم ندب إلى شبيب ألف فارس، أعطى كلّ رجل منهم ألف دِرهم معونة، وألحقهم بشبيب