وأحمد بن هشام، وأمر بقبض أمواله وسلاحه.
وفيها ماتت أمّ جعفر ببغداد في جمادى الأولى.
وفيها قدم غسان بن عباد من السِّنْد، وقد استأمن إليه بشر بن داود المهلبيّ، وأصلح المسند، واستعمل عليها عمران بن موسى البرمكيّ، فقال الشاعر:
سيفُ غسانَ رَونَقُ الحرب فيه ... وسمامُ الحُتوفِ في ظُبَتَيْهِ
فإِذا جرَّه إلى بلدِ السنـ ... ـدِ فألقَى المَقادَ بِشرٌ إِليهِ
مُقسِمًا لا يعودُ ما حجَّ للـ ... ـه مُصَلِّ وما رمى جَمرتَيْهِ
غادِرًا يَخلَعُ الملوكَ ويغتا ... لُ جُنودًا تأْوى إلى ذِروَتَيْهِ
فرجع غسان إلى المأمون، وهرب جعفر بن داود القميّ إلى قمّ، وخلع بها.
وفي هذه السنة كان البَرْد الشديد.
وحجّ بالناس - في قول بعضهم - في هذه السنة سليمان بن عبد الله بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن عباس، وفي قول بعضهم: حجّ بهم في هذه السنة عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس؛ وكان المأمون ولّاه اليمن، وجعل إليه ولاية كلّ بلدة يدخلها حتى يدخل إلى اليمَن، فخرج من دمشق حتى قدم بغداد، فصلّى بالناس بها يوم الفطْر، فشخص من بغداد يوم الإثنين لليلةٍ خلَتْ من ذي القَعْدة، وأقام الحجّ للناس (١).
ثم دخلت سنة سبع عشرة ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث
فمن ذلك ظَفرُ الأفشيْن فيها بالبِيمَا؛ وهي من أرض مصر، ونزَل أهلها بأمان
(١) ذكر الطبري هنا قولين في الحج ونادرًا ما حدث ذلك ولم ينفرد الطبري بذكر هذا الاختلاف في تعيين أمير الحج لهذه السنة (٢١٦) فقد ذكر خليفة أن الذي أقام الحج عبد الله بن عبد الله بن العباس (تأريخ خليفة/ ٣١٥) تأييدًا لقول الطبري الأول.
بينما ذكر البسوي أن الذي حجّ بالناس هذه السنة هو عبد الله بن عبيد الله تأييدًا للإحتمال الثاني الذي ذكره الطبري (انظر المعرفة والتأريخ/ ١/ ٦٦).