ذكر الخبر عن وفاة المنتصر
وفي هذه السنة توفِّيَ المنتصر (١).
* ذكر الخبر عن العلة التي كانت فيها وفاته والوقت الذي توفِّيَ فيه وقدر المدة التي كانت فيها حياته:
فأما العلّة التي كانت بها وفاته؛ فإنه اختُلف فيها، فقال بعضهم: أصابته الذّبحة في حَلْقه يوم الخميس لخمس بقين من شهر ربيع الأول، ومات مع صلاة العصر من يوم الأحد الخميس ليال خَلَوْن من شهر ربيع الآخر.
وقيل: تُوفِّيَ يوم السبت وقت العصر لأربع خلوْن من شهر ربيع الآخر؛ وإن علّته كانت من ورم في مِعدتِه، ثم تصعّد إلى فؤاده فمات؛ وإنّ علته كانت ثلاثة أيام أو نحوها.
وحدِّثني بعضُ أصحابنا أنه كان وجد حرارة، فدعا بَعْضَ مَنْ كان يتطبّب له، وأمره بفصْده، ففصده بمبْضع مسموم، فكان فيه منيته وإن الطبيب الذي فَصَده انصرف إلى منزله، وقد وجد حرارةً، فدعا تلميذًا له؛ فأمره بفصْده ووضع مباضعه بين يديه ليتخيّر أجودها؛ وفيها المبضع المسموم الذي فصِد به المنتصر؛ وقد نسيه فلم يجد التلميذ في المباضع التي وُضعت بين يديه مِبْضعًا أجود من المبضع المسموم؛ ففصد به أستاذه وهو لا يعلم أمره؛ فلمَّا فصده به نظر إليه صاحبه فعُلم أنه هالك؛ فأوصى من ساعته، وهلك من يومه.
وقد ذكر أنه وُجد في رأسه علّة فقطر ابن الطيفوريّ في أذنه دُهنًا، فورم رأسه، وعوجل فمات، وقد قيل: إن ابن الطيفوريّ إنما سمّه في محاجمه (٢).
(١) انظر لوفاته المتظم (١٢/ ٥) والبداية والنهاية (٨/ ٢١٥).
(٢) ذكر الطبري هذه الأخبار في بيان سبب وفاته والعلة التي مات منها وكلها احتمالات لم يخرّج الطبري واحدة منها (أي: رواية) بسند صحيح - وقد ذكر ابن الجوزي خمسة أقوال في سبب موته من ضمنها ما ذكره الطبري هنا - ثم أخرج ابن الجوزي رواية مسندة في كيفية وفاته دون ذكر السبب وبسنده الموصول إلى المؤرخ عمر بن شبة قال: أخبرني أحمد بن الخصيب قال أخبرني جعفر بن عبد الواحد (شاهد عيان) قال: دخلت على المنتصر بالله فقال: لي يا جعفر =