المنتصر، ثم دخل بلاد الروم؛ فافتتح حصنًا يقال له: فرورية، وعقد المستعين فيها لأوتامش على مصر والمغرب واتخذه وزيرًا (١).
وفيها عقد لبُغا الشرابيّ على حُلْوان وماسبذان ومهرجان قَذْق، وصيّر المستعين شاهك الخادم على دارِه وكُراعه وحرمه وخزائنه وخاصّ أموره، وقدّمه أوتَامش على جميع الناس (٢).
وحجّ بالناس في هذه السنة محمد بن سليمان الزينبيّ (٣).
* * *
ثم دخلت سنة تسع وأربعين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث
فمما كان فيها من ذلك غزو جعفر بن دينار الصائفة، فافتتح حصنًا ومطامير، واستأذنه عمر بن عبيد الله الأقطع في المصير إلى ناحية من بلاد الرّوم؛ فأذن له، فسار ومعه خلْق كثير من أهل مَلَطْيَة، فلقيه الملك في جمْع من الروم عظيم بموضع، يقال له أرز من مَرْج الأسقفّ، فحاربه بمَنْ معه محاربة شديدة، قتِل فيها خلق كثير من الفريقين، ثم أحاطت به الرُّوم وهم خمسون ألفًا، فقتل عمر وألفا رجل من المسلمين؛ وذلك في يوم الجمعة للنِّصف من رجب (٤).
* * *
خبر قتل عليّ بن يحيى الأرمنيّ
وفيها قتل عليّ بن يحيى الأرمنيّ (٥).
* ذكر الخبر عن سبب قتله:
ذُكر أن الروم لما قتلت عمر بن عبيد الله؛ خرجوا إلى الثغور الجزريّة، وكلبوا
(١) انظر المنتظم (١٢/ ٨).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٩).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٩).
(٤) انظر المنتظم (١٢/ ٢٣).
(٥) انظر المنتظم (١٢/ ٢٣).