والذئاب كلبت فيها بالبادية، فكانت تطلب الناس والدوابّ والبهائم، فإذا عضَّت إنسانًا أهلكته (١).
وحجّ بالناس فيها الفضل بن عبد الملك الهاشميّ (٢).
ثمَّ دخلت سنة إحدى وثلاثمئة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث
فمن ذلك عزل المقتدر محمَّد بن عبيد الله عن الوزارة وحبسه إياه مع ابنيه عبد الله وعبد الواحد وتصييره عليّ بن عيسى بن داود بن الجراح له وزيرًا (٣).
وفيها أكثر أيضًا الوباء ببغداد، فكان بها منه نوع سمّوه حَنِينًا، ومنعه نوعٌ سمَّوه الماسرا؛ فأما الحَنين فكانت سليمة، وأما الماسرا فكانت طاعونًا قتالة (٤).
وفيها أحضِر دار الوزير عليّ بن عيسى رجل - ذكر أنَّه يعرف بالحلاج ويكنى أبا محمَّد - مُشعْوذ، ومعه صاحب له، سمعتُ جماعة من الناس يزعمون أنَّه يدَّعى الربوبية فصُلبَ هو وصاحبه ثلاثة أيام، كلّ يوم من ذلك من أوله إلى انتصافه، ثمَّ ينزل بهما، فيؤمر بهما إلى الحبس، فحُبِس مدة طويلة، فافتتن به جماعة منهم نصر القشوريّ وغيره، إلى أن ضجّ الناس، ودَعَوْا على من يَعيبه، وفحش أمره، وأخرِج من الحبس، فقُطعت يداه ورجلاه، ثمَّ ضرِبت عنقه، ثمَّ أحرِق بالنار.
وفيها غزا الصائفة الحسين بن حمدان بن حمدون، فورد كتاب من طرسوس يذكر فيه أنَّه فتح حصونًا كثيرة، وقتل من الروم خلقًا كثيرًا (٥).
وفيها قُتِل أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان وما وراء النهر، قتله
(١) انظر المنتظم (١٣/ ١٣٣).
(٢) انظر المنتظم (١٣/ ١٣٣).
(٣) انظر المنتظم (١٣/ ١٤١).
(٤) انظر المنتظم (١٣/ ١٤١).
(٥) انظر المنتظم (١٣/ ١٤١).