وَأَمَّا الثَّانِي بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الثَّاءِ وَالْيَاءِ بَعْدَهَا مَكْسُورَةً مُشَدَّدَةً فَهُوَ
كُثَيِّرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي جُمْعَةَ، أَبُو صَخْرٍ الشَّاعِرُ
صَاحِبُ عَزَّةَ، مَعْرُوفُ الأَخْبَارِ، سَائِرُ الشِّعْرِ
أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ الْخَطِيبُ، أَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْمَأْمُونِ، قَالَ: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبِي لِكُثَيِّرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتِ مِنْ مَعْشُوقَةٍ ... طَبِنَ الْعَدُوُّ لَهَا فَغَيَّرَ حَالَهَا
وَمَشَى إِلَيَّ بِعَيْبِ عَزَّةَ نِسْوَةٌ ... جَعَلَ الإِلَهُ خُدُودَهُنَّ نِعَالَهَا
اللَّهُ يَعْلَمُ لَوْ جُمِعْنَ وَمُثِّلَتْ ... لاخْتَرْتُ قَبْلَ تَأَمُّلٍ تِمْثَالَهَا
وَلَوْ أَنَّ عَزَّةَ خَاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى ... فِي الْحُسْنِ عِنْدَ مُوَفَّقٍ لَقَضَى لَهَا
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، نَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، نَا أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَأُخْرِجَتْ جِنَازَتَاهِمَا، فَقَالَ النَّاسُ: مَاتَ أَفْقَهُ النَّاسِ وَأَشْعَرُ النَّاسِ