فِي قَوْلِ اللَّهِ: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} الكهف: ٨٢، قَالَ: " لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، عَجَبًا لِمَنْ يَعْرِفُ الْمَوْتَ كَيْفَ يَفْرَحُ، وَعَجَبًا لِمَنْ يَعْرِفُ النَّارَ كَيْفَ يَضْحَكُ، وَعَجَبًا لِمَنْ يَعْرِفُ الدُّنْيَا وَتَحْوِيلَهَا بِأَهْلِهَا كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا، وَعَجَبًا لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ، كَيْفَ يَنْصَبُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ، وَعَجَبًا لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْحِسَابِ، كَيْفَ يَفْعَلُ الْخَطَايَا، لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ "
وَالثَّانِي بِالأَلِفِ بَيْنَ الْبَاءِ وَالنُّونِ فَهُوَ
أَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ التَّغْلِبِيُّ
حَدَّثَ عَنْ: قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهُشَيْمٍ، وَغَيْرِهِمْ، رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الدَّعْلَجِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، وَقَدْ ذَكَرْنَا لِلدَّعْلَجِيِّ عَنْهُ حَدِيثًا فِيمَا تَقَدَّمَ.
وَأَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِنَانِيُّ
حَدَّثَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ آنِفًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، نا أَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِنَانِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِذَا طَهُرْتُ كَيْفَ أَتَوَضَّأُ؟، قَالَ: «تَأْخُذِينَ فِرْصَةً فَتَوَضَّئِينَ بِهَا»، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهَا، فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ، قَالَ: «تَوَضِّي بِهَا»، فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا شَقَّ عَلَيْهِ، قُلْتُ: تَعَالَيْ، فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا أَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهَا فَسَأَلْنَا عُمَرَ: مَا نَزَّلْتُمُ الْفِرْصَةَ؟، قَالَ: هُوَ الْمَسْكُ يَمْسِكُوهُ