(لذَلِك مَوضِع الشُّعَرَاء أقْصَى ... مجالسنا وموقفهم ذليل)
(كَفاهُ أَنه يهجو أَبَاهُ ... وَقد رباه وَهُوَ لَهُ سليل)
(يصول بهجوه وَيَقُول فِيهِ ... مقَالا مَا لَهُ مِنْهُ مقيل)
(وجدت أَبى أَخا مَال صَحِيح ... يسف وَرَاءه وَهن عليل)
(ينبهني وناظره متور ... ويشحذني وخاطره كليل)
(وَلَو سَمِعت بِهِ أذنا أَبِيه ... نَفَاهُ وَهُوَ وَالِده الْوُصُول)
(على أَنِّي رَأَيْت الشّعْر سهلا ... مآخذه بِلَا تَعب يطول)
(يحس إِذا اجتباه الْمَرْء طبعا ... تساوى الحبر فِيهِ والجهول)
(وَعلم الْفِقْه معتاص الْمعَانِي ... يقصر دونهَا البطل الصؤول)
(وَمن هَذَا ابْن بابك فر مِنْهُ ... وَولى فهمه وَبِه فلول)
(رأى بحرا وَلم ير منتهاه ... بعيد الْغَوْر لَيْسَ لَهُ وُصُول)
(وَلَو عاناه كَانَ الله عونا ... وَعون الله فِي هَذَا كَفِيل)
(يقرب مَا تبَاعد مِنْهُ حدا ... ويسهل من بوارقه السقيل)
(فَهَذَا عينه فِيمَا حباه ... ومدحك بغيتي فِيمَا أَقُول)
(نوالك للورى غيث هطول ... وجاهك مِنْهُم ظلّ ظَلِيل)
(عممت الْكل بالنعما فأضحوا ... يؤمك مِنْهُم جيل فجيل)
(وَسَار بعلمك الركْبَان حَتَّى ... لَهُ فِي كل نَاحيَة نزُول)
(لسَانك فِي خصومك مستطيل ... ورأيك فيهم سيف صقيل)
(إِذا ناظرتهم كَانُوا جَمِيعًا ... ثعالب بَينهَا أَسد يصول)