قلت ثَبت لنا بِهَذَا الْكَلَام إِن ثَبت أَن ابْن السَّمْعَانِيّ قَالَه أَن لهَذَا الرجل قصيدة فِي الِاعْتِقَاد على مَذْهَب السّلف مُوَافقَة للسّنة وَابْن السَّمْعَانِيّ كَانَ أشعري العقيدة فَلَا نعترف بِأَن القصيدة على السّنة واعتقاد السّلف إِلَّا إِذا وَافَقت مَا نعتقد أَنه كَذَلِك وَهُوَ رأى الْأَشْعَرِيّ
إِذا عرف هَذَا فَاعْلَم أَنا وقفنا على قصيدة تعزى إِلَى هَذَا الشَّيْخ وتلقب بعروس القصائد فِي شموس العقائد نَالَ فِيهَا من أهل السّنة وباح بالتجسيم فَلَا حَيا الله معتقدها وَلَا حيى قَائِلهَا كَائِنا من كَانَ وَتكلم فِيهَا فِي الْأَشْعَرِيّ أقبح كَلَام وافترى عَلَيْهِ أَي افتراء
ثمَّ رَأَيْت شَيخنَا الذَّهَبِيّ حكى كَلَام ابْن السَّمْعَانِيّ الَّذِي حكيته ثمَّ قَالَ قلت أَولهَا
(محَاسِن جسمي بدلت بالمعايب ... وشيب فودي شوب وصل الحبائب)
وَمِنْهَا
(عقائدهم أَن الْإِلَه بِذَاتِهِ ... على عَرْشه مَعَ علمه بالغوائب)
وَمِنْهَا
(فَفِي كرج الله من خوف أَهلهَا ... يذوب بهَا البدعي يَا شَرّ ذائب)
(يَمُوت وَلَا يقوى لإِظْهَار بِدعَة ... مَخَافَة حز الرَّأْس من كل جَانب)
انْتهى مَا حَكَاهُ الذَّهَبِيّ
وَكَانَ يتَمَنَّى فِيمَا أعرفهُ مِنْهُ أَن يحْكى الأبيات الْأُخَر ذَات الطَّامَّات الْكبر الَّتِي سأذكرها لَك وَلَكِن يخْشَى صولة الشَّافِعِيَّة وَسيف السّنة المحمدية
وَأَقُول أَولا أَنِّي ارتبت فِي أمره هَذِه القصيدة وَصِحَّة نسبتها إِلَى هَذَا الرجل وَغلب على طني أَنَّهَا إِمَّا مكذوبة عَلَيْهِ كلهَا أَو بَعْضهَا وَالَّذِي يرجح أَنَّهَا مكذوبة عَلَيْهِ كلهَا