ويأوى القفار ويروض نَفسه ويجاهدها جِهَاد الْأَبْرَار ويكلفها مشاق الْعِبَادَات بأنواع الْقرب والطاعات إِلَى أَن صَار قطب الْوُجُود وَالْبركَة الْعَامَّة بِكُل مَوْجُود وَالطَّرِيق الموصلة إِلَى رضَا الرَّحْمَن والسبيل الْمَنْصُوب إِلَى مَرْكَز الْإِيمَان
ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد وَعقد بهَا مجْلِس الْوَعْظ وَتكلم على لِسَان أهل الْحَقِيقَة وَحدث بِكِتَاب الْإِحْيَاء
قَالَ ابْن النجار وَلم يكن لَهُ إِسْنَاد وَلَا طلب شَيْئا من الحَدِيث لم أر لَهُ إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا سَيَأْتِي ذكره فِي هَذَا الْكتاب يَعْنِي تَارِيخه
قلت وَلم أره ذكر هَذَا الحَدِيث بعد ذَلِك
وَقد أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بِحَدِيث من حَدِيثه سَنذكرُهُ
وَذكر الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر أَنه سمع صَحِيح البُخَارِيّ من أبي سهل مُحَمَّد ابْن عبد الله الحفصي
وَذكر عبد الغافر لَهُ مسموعات سنذكرها فِي كَلَام عبد الغافر
ثمَّ عَاد الْغَزالِيّ إِلَى خُرَاسَان ودرس بِالْمَدْرَسَةِ النظامية بنيسابور مُدَّة يسيرَة وكل قلبه مُعَلّق بِمَا فتح عَلَيْهِ من الطَّرِيق
ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَدِينَة طوس وَاتخذ إِلَى جَانب دَاره مدرسة للفقهاء وخانقاه للصوفية
ووزع أوقاته على وظائف من ختم الْقُرْآن ومجالسة أَرْبَاب الْقُلُوب والتدريس لطلبة الْعلم وإدامة الصَّلَاة وَالصِّيَام وَسَائِر الْعِبَادَات إِلَى أَن انْتقل إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى