فَمِنْهُ
(يَا من كلفت بِهِ فعذب مهجتي ... رفقا على كلف الْفُؤَاد معذب)
(إِن فَاتَهُ مِنْك اللِّقَاء فَإِنَّهُ ... يرضى بلقيا طيفك المتأوب)
(قسما بوجدي فِي الْهوى وبحرقتي ... وبحيرتي وتلهفي وتلهبي)
(لَو قلت لي جدلى بروحك لم أَقف ... فبمَا أمرت وَإِن شَككت فجرب)
(مولَايَ هَل من عطفة تصغي إِلَى ... قصصي وَطول شكايتي وتعتبي)
(قد كنت تَلقانِي بِوَجْه باسم ... وَالْيَوْم تَلقانِي بِوَجْه مقطب)
(مَا كَانَ لي ذَنْب إِلَيْك سوى الْهوى ... فعلام تهجرني إِذا لم أذْنب)
(قل لي بِأَيّ وَسِيلَة أدلي بهَا ... إِن كنت تبعدني لأجل تقربي)
(وحياة وَجهك وَهُوَ بدر طالع ... وجمال طرتك الَّتِي كالغيهب)
(وفتور مقلتك الَّتِي قد أذعنت ... لكَمَال بهجتها عُيُوب المعتب)
(وَبَيَان مبسمك النقي الْوَاضِح العذب ... الشهي اللؤلئي الأشنب)
(وبقامة لَك كالقضيب ركبت من ... أخطارها فِي الْحبّ أصعب مركب)
(لَو لم أكن فِي رُتْبَة أرعى لَهَا الْعَهْد ... الْقَدِيم صِيَانة للمنصب)
(لهتكت ستري فِي هَوَاك ولذ لي ... خلع العذار ولج فِيك مؤنبي)
(قد خانني صبري وَضَاقَتْ حيلتي ... وتقسمت فكري وعقلي قد سبي)
(وَلَقَد سمحت بمهجتي وحشاشتي ... وبحالتي ووجاهتي وبمنصبي)
(حَتَّى خشيت بِأَن يَقُول عواذلي ... قد جن هَذَا الشَّيْخ فِي هَذَا الصَّبِي)