فحفظاه ثمَّ قتلاه ورجعا إِلَى مصر فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة تذكرا وَصيته فجاءا إِلَى بَيت بنتيه فَقَالَا لإحداهما الْبَيْت فطلعت من بَاب الغرفة إِلَى عِنْد أُخْتهَا فحكت لَهَا الْحِكَايَة فَقَالَت أَواه إِن أَبَانَا لمقتول قَالَت وَمن أَيْن لَك قَالَت إِنَّه يُشِير إِلَى قَول الشَّاعِر
(من مبلغ بِنْتي عني أنني ... أَصبَحت مقتول الفلاة مجندلا)
(لله دركما ودر أبيكما ... لَا يفلت العبدان حَتَّى يقتلا)
فَأخذ العبدان واستقرا فأقرا بقتْله حَكَاهُ صَاحب بَدَائِع البدائه
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يُوسُف بْن أَحْمَد الخلاطي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ بِالْقَاهِرَةِ أخبرنَا نَفِيس الدّين عبد الرَّحْمَن بن عَبْد الْكَرِيم بْن أَبِي الْقَاسِم سَمَاعا أَخْبَرَنَا وَالِدي سَمَاعا حَدثنَا أَبُو الْفضل عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطوسي أَخْبَرَنَا أَحْمَد يَعْنِي أَبَا الْحُسَيْن بْن عَبْد الْقَادِر الْبَغْدَادِيّ حَدثنَا حَامِد بْن سهل الْبَغَوِيّ أَبُو جَعْفَر حَدثنَا مُحَمَّد بْن كثير المصِّيصِي عَن مخلد بْن حُسَيْن عَن هِشَام بْن حسان عَن ابْن سِيرِين قَالَ كَانَ عمر بْن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذكر حِكَايَة نصر بْن حجاج
وَقد سَاقهَا الخرائطي عَلَى وَجه أبسط مِنْهُ وَهُوَ أَن عمر بْن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَينا هُوَ يطوف فِي سكَّة من سِكَك الْمَدِينَة إِذْ سمع امْرَأَة تهتف فِي خدرها وَهِي تَقول
(هَل من سَبِيل إِلَى خمر فأشربها ... أم من سَبِيل إِلَى نصر بْن حجاج)
(إِلَى فَتى ماجد الأعراق مقتبل ... سهل الْمحيا كريم غير ملجاج)