أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْأَصْبَهَانِيّ الْحَافِظ حَدثنَا أَبُو الْفضل نصر بْن أَبِي نصر الطوسي قَالَ سَمِعت أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الْبَصْرِيّ يَقُول حَدَّثَنِي بعض شُيُوخنَا قَالَ لما أشخص الشَّافِعِي إِلَى سر من رأى دَخلهَا وَعَلِيهِ أطمار رثَّة وَطَالَ شعره فَتقدم إِلَى مزين فاستقذره لما نظر إِلَى زيه فَقَالَ لَهُ امْضِ إِلَى غَيْرِي فَاشْتَدَّ عَلى الشَّافِعِي أمره فَالْتَفت إِلَى غُلَام كَانَ مَعَه فَقَالَ إيش مَعَك من النَّفَقَة قَالَ عشرَة دَنَانِير قَالَ ادفعها إِلَى المزين فَدَفعهَا الْغُلَام إِلَيْهِ فولى الشَّافِعِي وَهُوَ يَقُول
(عَلِيّ ثِيَاب لَو يُبَاع جَمِيعهَا ... بفلس لَكَانَ الْفلس مِنْهُنَّ أكثرا)
(وفيهن نفس لَو يُقَاس بِمِثْلِهَا ... نفوس الورى كَانَت أجل وأخطرا)
(وَمَا ضرّ نصل السَّيْف إخلاق غمده ... إِذا كَانَ غَضبا حَيْثُ أنفذته بَرى)
فَإِن تكن الْأَيَّام أزرت ببزتي ... فكم من حسام فِي غلاف مكسرا)
وَبِه إِلَى أَبِي نعيم قَالَ حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْن الْقَاسِم البروجردي قَالَ أملي علينا الزبير بْن عَبْد الْوَاحِد الْحَافِظ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن مطير بِمصْر قَالَ سَمِعت الرّبيع يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول
(لَيْت الْكلاب لنا كَانَت مجاورة ... وأننا لَا نرى مِمَّن نرى أحدا)
(إِن الْكلاب لتهدا فِي مرابضها ... وَالنَّاس لَيْسَ بهاد شرهم أبدا)
(فأنج نَفسك واستأنس بوحدتها ... تلفى سعيدا إِذا مَا كنت مُنْفَردا)
وَبِه إِلَى أَبِي نعيم قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حدث شُعَيْب بْن مُحَمَّد الدبيلي قَالَ أنشدنا الرّبيع للشَّافِعِيّ لَيْت الْكلاب الأبيات إِلَّا أَنه قَالَ