وأنشدنا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين أَيْضا بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ
(أحن إِلَى زِيَارَة حَيّ ليلى ... وعهدي من زيارتها قريب)
(وَكنت أَظن قرب الْعَهْد يطفي ... لهيب الشوق فازداد اللهيب)
وأنشدني أَيْضا بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ
(أهني بِشَهْر الصَّوْم من لَو بثثته ... عَظِيم اشتياقي رق مِمَّا أعانيه)
(وأشكو إِلَيْهِ حسدا لَو بلي بهم ... شوامخ حسمى هدها مَا تقاسيه)
(وَمن كَانَ لَا يرضيه من حالتي سوى ... خلاف مُرَاد الله مَا حيلتي فِيهِ)
وَمن شعره أَيْضا
(قَالُوا شُرُوط الدُّعَاء المستجاب لنا ... عشر بهَا بشر الدَّاعِي بإفلاح)
(طَهَارَة وَصَلَاة مَعَهُمَا نَدم ... وَقت خشوع وَحسن الظَّن يَا صَاح)
(وَحل قوت وَلَا يدعى بِمَعْصِيَة ... وَاسم يُنَاسب مقرون بإلحاح)
من كتاب كشف الْمعَانِي لِابْنِ جمَاعَة ذكر فِي الْجمع بَين الرَّحْمَن والرحيم فِي الْبَسْمَلَة أَن أحسن مَا يُقَال فِيهِ وَلم نجده لغيره أَن فعلان مُبَالغَة فِي كَثْرَة الشَّيْء وَلَا يلْزم مِنْهُ الدَّوَام كغضبان وفعيل لدوام الصّفة كظريف فَكَأَنَّهُ قيل الْعَظِيم الرَّحْمَة الدائمها
قَالَ وَإِنَّمَا قدم الرَّحْمَن على الرَّحِيم لِأَن رَحمته فِي الدُّنْيَا تعم الْمُؤمنِينَ والكافرين وَفِي الْآخِرَة دائمة لأهل الْجنَّة وَلذَلِك يُقَال رَحْمَن الدُّنْيَا وَرَحِيم الْآخِرَة