قَالَ اللص اسْمَع هَذَا وَتَكون بالسراويل حَتَّى لَا تذْهب عَنْك السَّرَاوِيل إِلَّا بالفوائد
قَالَ القَاضِي أجل يَا لَهَا من نادرة مَا أغربها وحكاية مَا أعجبها
قَالَ أَي شَيْء قَالَ صَاحبك فِي صَلَاة الْفجْر وَغَيرهَا وَأَنت عُرْيَان
قَالَ القَاضِي لَا أَدْرِي
قَالَ اللص حَدثنِي أبي عَن جدي عَن مُحَمَّد بن إِدْرِيس يرفعهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (صَلَاة الْعُرْيَان جَائِزَة وَلَا إِعَادَة عَلَيْهِ) تَأَول فِي ذَلِك غرق الْبَحْر إِذا سلمُوا إِلَى السَّاحِل
فَنزع القَاضِي السَّرَاوِيل وَقَالَ خُذْهُ وَأَنت أشبه بِالْقضَاءِ مني وَأَنا أشبه باللصوصية مِنْك يَا من درس على أَخذ ثِيَابِي موطأ مَالك وَكتاب الْمُزنِيّ وَمد يَده ليدفعه إِلَيْهِ فَرَأى الْخَاتم فِي إصبعه الْيُمْنَى فَقَالَ انْزعْ الْخَاتم
فَقَالَ القَاضِي إِن هَذَا الْيَوْم مَا رَأَيْت أنحس مِنْهُ صباحا وَلَا أقل نجاحا وَيحك مَا أشرهك وأرغبك وَأَشد طَلَبك وكلبك دع هَذَا الْخَاتم فَإِنَّهُ عَارِية معي وَأَنا خرجت ونسيته فِي إصبعي فَلَا تلزمني غرامته
قَالَ اللص الْعَارِية غير مَضْمُونَة مَا لم يَقع فِيهَا شَرط عِنْدِي وَمَعَ ذَلِك أفلم يزْعم القَاضِي أَنه شَافِعِيّ
قَالَ نعم
قَالَ اللص فَلم تختمت فِي الْيَمين
قَالَ القَاضِي هُوَ مَذْهَبنَا
قَالَ اللص صدقت إِلَّا أَنه صَار من شعار المضادين