(وَركبت مِنْهُ إِلَى التصابي أدهما ... من قبل أَن يَبْدُو لصبح أَشهب)
(أَيَّام لَا مَاء الخدود يشوبه ... كدر العذار وَلَا عِذَارَيْ أشيب)
(كم فِي مجَال اللَّهْو لي من جَوْلَة ... أضحت ترقص بِالسَّمَاعِ وتطرب)
(وَلكم أتيت الْحَيّ أطلب غرَّة ... بعد الرحيل فَلم يلح لي مضرب)
(ووقفت فِي رسم الديار وللبكا ... رسم عَليّ مُقَرر ومرتب)
(وأقمت للندماء سوق خلاعة ... يجبى المجون إِلَيّ فِيهِ ويجلب)
(ثمَّ انْتَبَهت وصبح شيبي قد محا ... ليل الشَّبَاب وَزَالَ ذَاك الغيهب)
(وَرجعت عَن طرق الغواية مقلعا ... وسفين رشدي للسلامة مركب)
(وَذكرت فِي عليا دمشق معشرا ... أم الزَّمَان بمثلهم لَا تنجب)
(قوم بِحسن فعالهم وصفاتهم ... قد جَاءَ يعْتَذر الزَّمَان المذنب)
(قوم مديحهم الْمُصدق فِي الورى ... ومديح أهل زمانهم فمكذب)
(لَا تسْأَل القصاد عَن ناديهم ... لَكِن يدلهم الثَّنَاء الطّيب)
(يَا من لحران الْفُؤَاد لطرفه ... لما تدمشق أدمع تتحلب)
(أشتاق فِي وَادي دمشق معهدا ... كل الْجمال إِلَى حماه ينْسب)
(مَا فِيهِ إِلَّا رَوْضَة أَو جوسق ... أَو جدول أَو بلبل أَو ربرب)