(أَي بَحر كم فاض بِالْعلمِ حَتَّى ... كَانَ مِنْهُ بَحر البسيطة آلا)
(أَي حبر مضى وَقد كَانَ بحرا ... فاض للواردين عَذَاب زلالا)
(أَي شمس قد كورت فِي ضريح ... ثمَّ أبقت بَدْرًا يضي وهلالا)
(مَاتَ قَاضِي الْقُضَاة من كَانَ يرقى ... رتب الإجتهاد حَالا فحالا)
(مَاتَ من فضل علمه طبق الأَرْض ... مسيرًا وَمَا تشكي كلالا)
(كَانَ كَالشَّمْسِ فِي عُلُوم إِذا مَا ... أشرقت أصبح الْأَنَام ذبالا)
(كَانَ كل الْأَنَام من قبل ذَا الْعَصْر ... عَلَيْهِ فِي كل علم عيالا)
(كَانَ فَرد الْوُجُود فِي الدَّهْر يزهى ... بمعالي أهل الْعُلُوم جمالا)
(فَمَضَوْا قبله وَكَانَ ختاما ... بعدهمْ فاعتدى الزَّمَان وصالا)
(كملت ذَاته بأوصاف علم ... علم الْبَدْر فِي الدياجي الكمالا)
(وأنام الْأَنَام فِي مهد عدل ... شَمل الْخلق يمنة وَشمَالًا)
(فَلِمَنْ بعده نشيد رحابا ... وَلمن بعده نَشد رحالا)
(وَهُوَ إِن رمت مثله فِي علاهُ ... لم تَجِد فِي السُّؤَال عَنهُ سوى لَا)
(أحسن الله للأنام عزاهم ... فهم بالمصاب فِيهِ ثكالى)
(ومصاب السُّبْكِيّ قد سبك الْقلب ... وأودى منا الْجُلُود انتحالا)
(خزرجي الْأُصُول لَو فاخر النَّجْم ... علا مجده عَلَيْهِ وطالا)
(خلق كالنسيم مر على الرَّوْض ... سحيرا وعرفه قد توالى)
(يَد جودها يفوق الغوادي ... تِلْكَ مَاء هَمت وَذَا صب مَالا)