(وَمَا زلت رحب الباع والصدر والفنا ... تلقيت بالترحاب فِي الْمنزل الضنك)
(ثكلت حُسَيْنًا واحتملت لأَجله ... لواعج أحزان لنار الجوى تذكي)
(مَرضت شهورا فالأجور تضاعفت ... كَذَا الذَّهَب الإبريز يحسن بالسبك)
(وسافرت حَتَّى جِئْت بَلْدَة مولد ... وبادرت حكم الشَّام بالزهد وَالتّرْك)
(فغالك صرف لَيْسَ يُمكن صرفه ... وَكم شَمل الشبَّان والشيب بِالْفَتْكِ)
(على كل مَخْلُوق جرى حكمه الَّذِي ... براه على الْمَمْلُوك يمْضِي وَفِي الْملك)
(بكتك دمشق والشآم جَمِيعه ... وَحقّ على الْإِسْلَام بعْدك أَن يبكي)
(ستذكر عِنْد المعضلات لكشفها ... كَمثل افتقاد الْبَدْر فِي الظُّلم الحلك)
(فأف لدنيانا الدنية إِنَّهَا ... لتخدعنا بالمين وَالْمَكْر والمحك)
(فكم بعلي الْقدر صالت خطوبها ... وَكم من مشيد قد أعادته ذَا دك)
(وَكم قد وهت بِالنَّفسِ نفسا نفيسة ... وَكم طرقت بَيْتا بمر ذَوي الدهك)
(أرت غيرا بِالْغَيْر نرمي بِمِثْلِهَا ... وَنحن كأنا من يَقِين على شكّ)
(سَبِيل الردى حتم علينا سلوكه ... وكل امْرِئ فِي قَبْضَة الْمَوْت والهلك)