(وإصداره عَن وَاحِد بعد وَاحِد ... إِذْ القَوْل بالتجويز رمية حيرة)
(وَلَا ريب فِي تَعْلِيق كل مسبب ... بِمَا قبله من عِلّة موجبية)
(بل الشَّأْن فِي الْأَسْبَاب أَسبَاب مَا ترى ... وإصدارها عَن حكم مَحْض الْمَشِيئَة)
(وقولك لم شَاءَ الْإِلَه هُوَ الَّذِي ... أضلّ عقول الْخلق فِي قَعْر حُفْرَة)
(فَإِن الْمَجُوس الْقَائِلين بخالق ... لنفع وَرب مبدع للمضرة)
(سُؤَالهمْ عَن عِلّة السِّرّ أوقعت ... أوائلهم فِي شُبْهَة الثنوية)
(وَإِن ملاحيد الفلاسفة الألى ... يَقُولُونَ بِالْعقلِ الْقَدِيم لعِلَّة)
(بغوا عِلّة للكون بعد انعدامه ... فَلم يَجدوا ذاكم فضلوا بضلة)
(وَإِن مبادي الشَّرّ فِي كل أمة ... ذَوي مِلَّة مَيْمُونَة نبوية)
(تخوضهم فِي ذاكم صَار شركهم ... وَجَاء دروس الْبَينَات لفترة)
(وَيَكْفِيك نقضا أَن مَا قد سَأَلته ... من الْعذر مَرْدُود لَدَى كل فطْرَة)
(وهبك كَفَفْت اللوم عَن كل كَافِر ... وكل غوي خَارج عَن محجة)
(فيلزمك الْإِعْرَاض عَن كل ظَالِم ... من النَّاس فِي نفس وَمَال وَحُرْمَة)
(وَلَا تغضبن يَوْمًا على سافك دَمًا ... وَلَا سَارِق مَالا لصَاحب فاقة)