إِمَام الْحفاظ كلمة لَا يجحدونها وَشَهَادَة على أنفسهم يؤدونها ورتبة لَو نشر أكَابِر الْأَعْدَاء لكانوا يودونها
وَاحِد عصره بِالْإِجْمَاع وَشَيخ زَمَانه الَّذِي تصغي لما يَقُول الأسماع وَالَّذِي مَا جَاءَ بعد ابْن عَسَاكِر مثله وَإِن تكاثرت جيوش هَذَا الْعلم فملأت الْبِقَاع
جد طول حَيَاته فاستوعب أعوامها واستغرق بِالطَّلَبِ لياليها وأيامها وسهر الدياجي فِي الْعلم إِذا سهرها غَيره فِي الشَّهَوَات أَو نامها
ذكره شَيخنَا الذَّهَبِيّ فِي تذكرة الْحَافِظ وَأَطْنَبَ فِي مدحه وَقَالَ نظر فِي اللُّغَة وَمهر فِيهَا وَفِي التصريف وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَأما معرفَة الرِّجَال فَهُوَ حَامِل لوائها والقائم بأعبائها لم تَرَ الْعُيُون مثله
انْتهى
وَذكره فِي المعجم الْمُخْتَص وَأَطْنَبَ ثمَّ قَالَ يُشَارك فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ويخوض فِي مضايق الْمَعْقُول فَيُؤَدِّي الحَدِيث كَمَا فِي النَّفس متْنا وإسنادا وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي معرفَة الرِّجَال وطبقاتهم
انْتهى
وَلَا أَحسب شَيخنَا الْمزي يدْرِي المعقولات فضلا عَن الْخَوْض فِي مضايقها فسامح الله شَيخنَا الذَّهَبِيّ
وَقد قدمنَا فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ الإِمَام الْوَالِد أَنِّي سَمِعت شَيخنَا الذَّهَبِيّ يَقُول مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ وَأَنه بَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ مَا رَأَيْت أحفظ من أَرْبَعَة ابْن دَقِيق الْعِيد والدمياطي وَابْن تَيْمِية والمزي وترتيبهم حَسْبَمَا قدمْنَاهُ
وَأَنا لم أر من هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة غير الْمزي وَلَكِن أَقُول مَا رَأَيْت أحفظ من ثَلَاثَة الْمزي والذهبي وَالْوَالِد على التَّفْصِيل الَّذِي قَدمته فِي تَرْجَمَة الْوَالِد