وإتيانه على النُّصُوص وَالْوُجُوه فَهُوَ لِأَصْحَابِنَا عُمْدَة من الْعمد ومرجع فى المشكلات وَالْعقد انْتهى
وَعَن القاضى أَبى حَامِد أَخذ فُقَهَاء الْبَصْرَة وَشرح مُخْتَصر المزنى وصنف فى الْأُصُول
وَمن أخصائه وتلامذته أَبُو حَيَّان التوحيدى وفى كِتَابه البصائر أعنى أَبَا حَيَّان يَقُول كَانَ القاضى أَبُو حَامِد شَدِيد الازورار عَن الْكَلَام وَالْفِقْه فى أَهله قَالَ وَإِنَّمَا أولع بِذكر مَا يَقُوله هَذَا الرجل لِأَنَّهُ أنبل من رَأَيْته فى عمرى وَكَانَ بحرا يتدفق حفظا للسير وقياما بالأخبار واستنباطا للمعانى وثباتا على الجدل وصبرا فى الْخِصَام
وَقَالَ فى مَكَان آخر كَانَ أَبُو حَامِد كثير الْعلم غزير الْحِفْظ قيمًا بالسير وَكَانَ يزْعم أَن السّير بَحر الْفتيا وخزانة الْقَضَاء وعَلى قدر اطلَاع الْفَقِيه عَلَيْهَا يكون استنباطه
وَقَالَ فى مَكَان آخر كَانَ أَبُو حَامِد إِذا رأى تراجع الْمُتَكَلِّمين فى مسائلهم وثباتهم على مذاهبهم بعد طول جدلهم ينشد
(ومهمه دَلِيله مطوح ... يدأب فِيهِ الْقَوْم حَتَّى يطلحوا)
(ثمَّ يظلون كَأَن لم يبرحوا ... كَأَنَّمَا أَمْسوا بِحَيْثُ أَصْبحُوا)
وَمَات القاضى أَبُو حَامِد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة
فَوَائِد ومسائل عَن القاضى أَبى حَامِد
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .