وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن نجيد رَأَيْت السراج ركب حِمَاره وعباس المستملى بَين يَدَيْهِ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر يَقُول يَا عَبَّاس غير كَذَا اكسر كَذَا
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّاء العنبرى سَمِعت أَبَا عَمْرو الْخفاف يَقُول للسراج لَو دخلت على الْأَمِير ونصحته
قَالَ فجَاء وَعِنْده أَبُو عَمْرو فَقَالَ هَذَا شَيخنَا وأكبرنا وَقد حضر لينْتَفع الْأَمِير بِكَلَامِهِ
فَقَالَ السراج أَيهَا الْأَمِير إِن الْإِقَامَة كَانَت فُرَادَى وهى كَذَا بالحرمين وَأما فى جامعنا فَصَارَت مثنى مثنى وَإِن الدّين خرج من الْحَرَمَيْنِ فَإِن رَأَيْت أَن تَأمر بِالْإِفْرَادِ
قَالَ فَخَجِلَ الْأَمِير وَأَبُو عَمْرو وَالْجَمَاعَة إِذْ كَانُوا قصدوه فى أَمر الْبَلَد فَلَمَّا خرج عاتبوه فَقَالَ استحييت من الله أَن أسأَل أَمر الدُّنْيَا وأدع أَمر الدّين
توفى السراج فى ربيع الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة وَله سبع وَتسْعُونَ سنة
١٢٠ - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة بن الْمُغيرَة بن صَالح بن بكر إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بكر السلمى النيسابورى
الْمُجْتَهد الْمُطلق الْبَحْر العجاج والحبر الذى لَا يخاير فى الحجى وَلَا يناظر فى الْحجَّاج جمع أشتات الْعُلُوم وارتفع مِقْدَاره فتقاصرت عَنهُ طوالع النُّجُوم وَأقَام بِمَدِينَة نيسابور إمامها حَيْثُ الضراغم مزدحمة وفردها الذى رفع الْعلم بَين الْأَفْرَاد علمه والوفود تفد على ربعه لَا يتجنبه مِنْهُم إِلَّا الأشقى والفتاوى تحمل عَنهُ برا وبحرا وتشق الأَرْض شقا وعلومه تسير فتهدى فى كل سَوْدَاء مدلهمة وتمضى علما تأتم الهداة بِهِ وَكَيف لَا وَهُوَ إِمَام الْأَئِمَّة