(تعدد أَيَّامًا أَتَت لوقوعها ... سنُون مَضَت من دَهْرنَا المتقادم)
(سبقت بهَا دهرا وَأَنت تعدها ... لنَفسك لَا ترْضى بشرك المساهم)
(وَمَا قدر أرتاح ودارا فيذكرا ... فخارا إِذا عدت مساعى القماقم)
(وَمَا الْفَخر فى ركض على أهل غرَّة ... وَهل ذَاك إِلَّا من مَخَافَة هازم)
(وَهل نلْت إِلَّا صقع طرسوس بعد أَن ... تسلمتها من أَهلهَا كالمسالم)
(ومصيصة بالغدر قتلت أَهلهَا ... وَذَلِكَ فى الْأَدْيَان إِحْدَى العظائم)
(ترى نَحن لم نوقع بكم وبلادكم ... وقائع يثنى ذكرهَا فى المواسم)
(مئين ثَلَاثًا من سِنِين تَتَابَعَت ... ندوس الذرى من هامكم بالمناسم)
(وَلم تفتح الأقطار شرقا ومغربا ... فتوحا تناهت فى جَمِيع الأقالم)
(أَتَذكر هَذَا أم فُؤَادك هائم ... فَلَيْسَ بناس كل ذَا غير هائم)
(وَمن شَرّ يَوْم للفتى هيمانه ... فيا هائما بل نَائِما شَرّ نَائِم)
(وَلَو كَانَ حَقًا كل مَا قلت لم يكن ... علينا لكم فضل وفخر مَكَارِم)
(فمنكم أَخذنَا كل مَا قد أَخَذْتُم ... وأضعاف أَضْعَاف لَهُ بالصماصم)
(طردناكم قهرا إِلَى أَرض رومكم ... فطرتم من السامات طرد النعائم)
(لجأتم إِلَيْهَا كالقنافذ جثما ... أدلاهم عَن حتفه كل حاطم)
(وَلَوْلَا وَصَايَا للنبى مُحَمَّد ... بكم لم تنالوا أَمن تِلْكَ المجاثم)
(فَأنْتم على خسر وَإِن عَاد بُرْهَة ... إِلَيْكُم حواشيها لغفلة قَائِم)
(وَنحن على فضل بِمَا فى أكفنا ... وفخر عَلَيْكُم بالأصول الجسائم)
(وَنَرْجُو وشيكا أَن يسهل رَبنَا ... لرد خوافى الريش تَحت القوادم)