قال: "ورأيت أيوب (١) يعرض عليه العلم فيجيزه (٢)، وكان منصور المعتمر (٣) لا يرى بالعراضة بأساً".

أخبرنا أنس بن عياض (٤)، عن عبيد الله بن عمر (٥)، قال: رأيت ابن شهاب يؤتى بالكتاب من كتبه فيقال له: يا أبا بكر هذا (٦) كتابك وحديثك نرويه عنك؟ فيقول: نعم. ما قرأه ولا قُريء عليه (٧).

أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري (٨).

(١) هو أيوب بن أبي تميمة كيسان السَختياني -بفتح المهملة- أبو بكر البصري. ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله خمس وستون. (انظر: تقريب التهذيب ٤١).
(٢) فيجيزه: هذا ما يسمى بـ (الإجازة) عند المحدثين. وهي تسعة أنواع وذكرها ابن الصلاح سبعة أما الصورة المذكورة هنا فهي إجازة معين لمعين وهذه أعلى أنواع الإجازة، وأجاز الجمهور روايتها والعمل بها. وصورتها أن يقول: أجزتك أن تروي عني كتاب كذا، أو هذه الكتب. (انظر: مقدمة ابن الصلاح ٢٦٢. وفتح المغيث ٢/ ٢٥. وتدريب الرواي ٢/ ٢٩).
(٣) ابن عبد الله السلمي أبو عثَّاب -بمثلثة ثقيلة- الكوفي. ثقة ثبت. وكان يدلس. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. (انظر: تقريب التهذيب ٣٤٨).
(٤) ابن ضمرة، أو عبد الرحمن، أبو ضمرة الليثي المدني. وكان ثقة ولد سنة أربع ومائة: وتوفي سنة مائتين.
(انظر: تقريب التهذيب ٣٩).
(٥) ابن حفص بن عاصم العمري. ستأتي ترجمته ٢٨٦.
(٦) التكملة من حاشية الأصل
(٧) أخرجها ابن معين في تاريخه ٢/ ٥٣٨ عن أبي ضمرة أنس بن عياض، وابن عساكر في تاريخه ١٥/ ٣/٥١١ أ، من طريق ابن معين أيضاً. وأوردها الذهبي في التذكرة ١/ ١٠. بألفاظ مقاربة مع شيء من التقديم والتأخير.
(٨) ستأتي ترجمته ٣٨٥.