فلا عبرة إذن في تجريح ابن معين لابن سعد. فقد وثقه أبو حاتم الرازي وهو من المتشددين أيضاً. وكفى لتوثيقه الذهبي، وابن حجر العسقلاني، فإنهما من أهل الاستقراء في نقد الرجال، وعليهما التعويل في الموازنة والترجيح بين أقوال قدامى النقاد والوصول إلى الأحكام المتزنة والأقوال المعتدلة.
كما لا تعتبر رواية ابن سعد عن الواقدي وغيره من الضعفاء سبباً في الطعن إليه، فقد شاركه في هذا كبار الحفاظ، وَمَنْ أَسْنَدَ فَقَدْ أَحَالَ، وابن سعد يسوق الروايات عن الضعفاء والثقات بالأسانيد ويبرأ من العهدة، ولم يقل إنَّ شرطه ذكرُ الروايات الصحيحة، فلا حجة عليه في ذلك (١).
شيوخه
إنه لمن الصعب حصر بجميع شيوخه لكثرتهم، لذلك سأقتصر على ذكر شيوخه الذين صرّحتْ بهم الكتب الرجال خلال ترجمة ابن سعد. بالإضافة إلى الشيوخ الذين روى عنهم في هذا القسم، مرتبين على الحروف المعجم، وهم:
١ ـ أحمد بن أبي إسحاق العبدي: أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي البغدادي (٢) (١٦٨ - (٢٤٦) هـ). نقل عند ابن سعد في عشرة مواضع من هذا القسم من كتابه الطبقات.
أبو أحمد الزبيري: محمد بن عبد الله بن الزبير.
٢ ـ أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي (ت (٢٢٧) هـ) (٣). نقل عنه في موضعين.
٣ ـ أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي (ت (٢١٧) أو (٢٢٢) هـ) (٤). نقل عنه في موضع واحد.
(١) من توجيهات المشرف.
(٢) انظر: ص ١٨٨.
(٣) انظر: آخر تتمة ترجمة عمر بن عبد العزيز. بداية هذا القسم
(٤) انظر: الترجمة ١٤١.