وكان يومئذ واليًا على المدينة، فصلى على مالك في موضع الجنائز ودُفن بالبقيع (١) وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة (٢).

(قال محمد بن سعد: (٣) "فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري" فقال: "أنا أحفظ الناس لموت مالك، مات في صفر سنة تسع وسبعين ومائة) (٤).

قال: أخبرنا معن بن عيسى، قال: "رأيت الفُسطاط (٥) على قبر مالك بن أنس (وكان مالك ثقة مأموناً ثبتاً ورعاً فقيهاً عالماً حجةً (٦)) (٧).

(١) البقيع: موضع مقبرة المدينة المنورة، يقع شرق المسجد النبوي، ويبعد عنه مائتي متر تقريباً.
(٢) المنتخب من ذيل المذيل ٦٦٠ - رواها الطبري عن الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد به- وتهذيب التهذيب ١٠/ ٨ من قوله (كان يوم مات … الخ) وزاد: وقال الواقدي: كان ابن تسعين سنة انتهى. وقال غيره ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين وقيل سنة تسعين. (انظر: مشاهير علماء الأمصار ١٤٠. ووفيات الأعيان ٤/ ١٣٧).
(٣) هو مؤلف الكتاب.
(٤) المنتخب من ذيل المذيل ٦٦٠. رواها الطبري عن الحارث بن أبي أسامة، عن ابن سعد، وتهذيب التهذيب ١٠/ ٨.
(٥) الفُسطاط: بيت من الشَعْر. (انظر: لسان العرب ٩/ ٢٤٦. مادة: فَسَطَ). والمراد من ذلك" أنه رأى الفُسطاط على قبره أثناء الدفن، اتقاء الحر ولم يكن ذلك بعد دفنه.
(٦) مجمع على توثيقه وتثبته وإمامته في الحديث والفقه والاحتجاج به، وقد أخرج له الجماعة. (انظر: التاريخ لابن معين ٢/ ٥٤٣. والتاريخ الكبير للبخاري ٤/ ١/٣١٠. والمعارف لابن قتيبة ٤٩٨. والمعرفة والتاريخ ١/ ٦٨٧. والجرح والتعديل ٤/ ١/٢٠٤. ومشاهير علماء الأمصار ١٤٠. وثقات ابن حبان ٣/ ١٤١ أ. ووفيات الأعيان ٤/ ١٣٥. وتذكرة الحفاظ ١/ ٢٠٧. وتهذيب التهذيب ١٠/ ٥. وتقريب التهذيب ٣٢٦).
(٧) تهذيب التهذيب ١٠/ ٨.