قوله جلَّ وعزَّ: (أُسَارَى تُفَادُوهُمْ)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (أسَارَى) بألف "تفدُوهُم، بغير ألف. وقرأ نافع وعاصم والكسائي ويعقوب (أُسَارَى تُفَادُوهُمْ) ، بألفين فيهما. وقرأ حمزة "أسرَى تقدُوهُم" بغير ألف فيهما.
ولم يقرأ أحد (أسَارَى) بفتح الألف.
فمن قرأ (أسارى) جَمَعَ الأسير على أسَارَى، على (فُعَالى) .
وَمَنْ قَرَأَ (أسرَى) جمعه على (فَعْلى) .
وقال نصير الرازي: أسارَى جمع أسرَى،
والأصل: أسَارَى، فضمت الألف، كما قالوا: سُكَارَى وسَكَارَى، وكُسَالى وكَسَالى.
قال: ومثل أسِير وأسرَى: قَتيِل وقَتلى، وجَرِيح وجَرحى.
وأما قوله: (تفدُوهُم) و (تُفادُوهُم) فمن قرأ (تُفَادُوهُم) فإن العرب
تقول: فادَيتُ الأسير، وكان أخي أسيراً ففَادَيتُه بأسير
وقال نصيب:
ولكنِّني فادَيْت أمِّي بعدما ... عَلا الرأسَ كَبْرَةٌ ومَشِيبُ
بِعَبْدَيْن مَرْضِيَّيْنِ لم يَكُ فيهما ... لَئِنْ عُرِضا للناظِرين مَعِيبُ
وَمَنْ قَرَأَ (تفْدُوهُم) فهو على وجهين:
أحدهما: تفدوهم بالمال، كقوله: (وَفدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ) .
والوجه الثاني: أن يكون معنى فَدَيتُه: خَلصتُه مما