قرأ حمزة والكسائىّ: «سُلُفا» جمع سليف.
وقرأ الباقون: {سَلَفاً} وهو الأسير فى كلامهم.
وسمعت ابن أبزون (١) الحمزىّ يقول قيل لحمزة: من قرأ:
«سُلُفا» قال النّاس، قيل: من هم؟ قال: أنا.
وفيها قراءة ثالثة: حدّثنى ابن مجاهد عن السّمّرىّ عن الفرّاء قال (٢):
أخبرنى سفيان بن عيينة أنّ الأعرج قرأ «سُلَفا» بفتح اللاّم جعله جمع سلفة مثل غرفة وغرف، وكذلك {زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ} (٣) جمع/زلفة.
١٣ - وقوله تعالى: {إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} ٥٧.
قرأ نافع والكسائىّ وابن عامر: «يصُدون» بضم الصاد، ومعناه يعرضون ويعدلون، وشاهدهم: {كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ} (٤).
(١) فى الأصل: «ابن زيادويه الحمرى» ولعلّ الصواب هو ما أثبته؛ يؤيد ذلك ما ورد فى الأنساب لأبي سعد قال: (الحمزىّ) بفتح الحاء المهملة، وسكون الميم وفى آخره الزاي: ... وأمّا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى الأنبارى المقرئ الضرير، يعرف ب «ابن أبزون الحمزىّ» ينسب إلى حمزة الزّيات؛ لأنه كان يقرأ بقراءته: من أهل الأنبار، كان ضرير البصر مقرئا ... ثم قال:
قال أبو الفتح محمد بن أبى الفوارس الحافظ سنة أربع وستين وثلاثمائة توفى أبو عبد الله بن أبزون الأنبارى الضّرير، لم يكن ممن يصلح للصّحيح، وأرجو أن لا يكون ممن يتعمد الكذب».
وينظر: اللباب: ١/ ٣٨٩، وغاية النّهاية: ١/ ١٠٠ ترجمته فيه قصيرة جدّا لا تتجاوز سطرين.
ولم يذكره الصفدى فى (نكت الهميان) فلعله هو المقصود هنا، وذلك أنه عاش فى زمن ابن خالويه فيصح أن يحدث عنه. والأمر الثانى: أنه من أعلم الناس بحمزة وبقراءة حمزة، وقد لازمه حتى نسب إليه كما ترى. والله تعالى أعلم.
(٢) معانى القرآن له: ٣/ ٣٦، وهى فى المعانى المطبوع بضم اللام.
(٣) سورة هود: آية: ١١٤.
(٤) سورة الأنعام: آية: ٣٥.