(ومن سورة المزمل)
١ - قوله تعالى: {أَشَدُّ وَطْئاً} ٦.
قرأ أبو عمرو وابن عامر: «وِطاء» بكسر الواو على فعال جعلاه مصدرا لواطأ يواطئ مواطأة ووطاء، ومعناه: يواطئ السّمع والقلب؛ لأنّ الصلاة باللّيل وإن كانت أشدّ على المؤمن من صلاة النّهار، وما يغشاه من النّعاس فهو أقوم قيلا.
وقرأ الباقون: «وَطا» على فعل بفتح الواو.
وروى الوقّاصىّ (١) عن الزّهرىّ: «أشدّ وِطأ» بكسر الواو وإسكان الطاء من غير مدّ.
حدّثنى ابن مجاهد قال: حدّثنا نصر عن أبيه عن هارون، قال: حدّثنا يونس عن ابن أبى مليكة {ناشِئَةَ اللَّيْلِ} قال: بعد عشاء الآخرة وقيل:
{ناشِئَةَ اللَّيْلِ} من أولها إلى آخرها وقيل: من أول اللّيل، وقيل: ساعة من اللّيل. والاختيار أن الناشئة: ما أحياه المصلّى من بعد نومه {إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً} أى: ما تقضى حوائجك.
وقرأ يحيى بن يعمر: «سبخا» بالخاء (٢)، وكذلك الضّحاك. ومعنى
(١) هو أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد بن أبى وقاص الوقّاصىّ، روى عن الزّهرى، وروى عنه العراقيون، وكان يروى الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به. (تهذيب التهذيب: ٧/ ١٢٢).
والقراءة فى معانى القرآن للفراء: ٣/ ١٩٧، والبحر المحيط: ٨/ ٣٦٣.
(٢) معانى القرآن للفراء: ٣/ ١٩٧، وتفسير القرطبى: ١٩/ ٤٢.