ثمرة وثمر. فأما التي في «الكهف» «١» فالضم إلّا ما روى من الفتح عن عاصم ومن الإسكان عن أبي عمرو.
فإن قيل: فما الفرق بينهما؟ فقل: الفرق، أن التي في «الأنعام» من أثمار الشجر، والتي في الكهف من تثمير المال لقوله بعد انقضاء وصف الجنتين: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ «٢» أي ذهب وأثاث. ودليله قوله: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا «٣».
قوله تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ «٤» يقرأ بتشديد الراء، وتخفيفها. وقد ذكر الفرق بين التشديد والتخفيف. فأمّا معناه فكمعنى: «اختلقوا» وتلخيصه: كذبوا. ودليله قوله:
إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ «٥». معناه إلا كذب، لأنهم قالوا ما لم يعلموا.
قوله تعالى: دَرَسْتَ «٦». يقرأ بإثبات الألف، وحذفها. فالحجة لمن أثبت الألف أنه أراد: قارأت وذاكرت غيرك فاستفدت. والحجة لمن حذفها: أنه أراد: قرأت لنفسك وعلمت. فأما من قرأه بضمّ الدال وإسكان التاء فله وجهان: أحدهما: أنه أراد:
قرئت وعلمت. وهو الوجه، والثاني أنه أراد: محيت وذهبت من قولهم: درس المنزل إذا ذهبت آثاره ومعالمه.
قوله تعالى: أَنَّها إِذا جاءَتْ «٧». يقرأ بفتح الهمزة وكسرها. فالحجة لمن فتح: أنه جعلها بمعنى (لعل) وكذلك لفظها في قراءة (عبد الله) و (أبي). والحجة لمن كسر:
أنه جعل الكلام تاما عند قوله: وَما يُشْعِرُكُمْ: وابتدأ بإنّ فكسرها.
قوله تعالى: لا يُؤْمِنُونَ «٨» يقرأ بالتاء والياء. فالحجة لمن قرأ بالتاء: معنى المخاطبة.
ودليله قوله: وَما يُشْعِرُكُمْ. والحجة لمن قرأ بالياء: أنه أراد معنى الغيبة. ودليله قوله:
نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ «٩».
(١) قوله تعالى: وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ آية: ٤٢
(٢) الكهف: ٣٤
(٣) الكهف: ٣٤
(٤) الأنعام: ١٠٠
(٥) ص: ٧
(٦) الأنعام: ١٠٥
(٧) الأنعام: ١٠٩
(٨) الأنعام: ١٠٩
(٩) الأنعام: ١١٠