إذا اتسع في الأرض مرحا ولهوا. ونلعب: نلهو ونسرّ. والحجة لمن كسرها: أنه أخذه من الرّعى. وأصله: إثبات الياء فيه فحذفها دلالة على الجزم، لأنه جواب للطلب في قولهم.
أرسله معنا، فبقيت العين على الكسر الذي كانت عليه.
فإن قيل كيف يلعبون وهم أنبياء؟ فقل: لم يكونوا إذ ذاك أنبياء.
قوله تعالى: لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ «١». يقرأ الذئب بإثبات الهمزة وتركها. فالحجة لمن همز: أنه أتى به على أصله، لأنه مأخوذ من تذؤب الريح: وهو «هبوبها» من كل وجه، فشبه بذلك لأنه، إذا حذر من وجه أتى من آخر. والحجة لمن ترك الهمزة: أنها ساكنة، فأراد بذلك: التخفيف.
قوله تعالى: يا بُشْرى «٢». يقرأ بإثبات الألف وفتح الياء، وبطرحها وإسكان الياء.
فالحجة لمن أثبتها: أنه أراد: الإضافة إلى نفسه كقوله: (يا حسرتي) و (يا ويلتي).
والحجة لمن طرح: أنه جعله اسم غلام مأخوذ من البشارة، مبنيّ على وزن: (فعلى).
فأما الإمالة فيه فلمكان الراء، وحقيقتها على الياء، فأشار بالكسر إلى الراء، ليقرب من لفظ الياء قوله تعالى: هَيْتَ لَكَ «٣». يقرأ بفتح الهاء وكسرها، وبضم التاء وفتحها. فالحجة لمن فتح الهاء، وضم التاء: أنه شبهه ب «حيث». ومن كسر الهاء وفتح التاء، فإنما كسرها لمكان الياء. والحجة لمن فتح الهاء والتاء: أنه جعلها مثل الهاء في (هلمّ) وفتح التاء، لأنها جاءت بعد الياء الساكنة كما قالوا: (أين) و (ليت) و (كيف).
قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ «٤». يقرأ بفتح اللام وكسرها. فالحجة لمن فتح:
أنه أراد: اسم المفعول به من قولك: أخلصهم الله فهم مخلصون. والحجة لمن كسر:
أنه أراد اسم الفاعل من أخلص فهو مخلص. ومنه قوله تعالى في سورة مريم: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً «٥».
(١) يوسف: ١٤.
(٢) يوسف: ١٩.
(٣) يوسف: ٢٣.
(٤) يوسف: ٢٤.
(٥) مريم: ٥١، وقراءة حفص في المصحف: مخلصا بفتح اللّام.